أكدت «منظمة الدول المنتجة للنفط» (أوبك) أن إنتاجها يظل أعلى من الطلب العالمي المتوقع على خامها في العام المقبل حتى بعد أن خفضت السعودية الإنتاج من مستوى قياسي. بدورها، شددت وكالة الطاقة الدولية على أن الولاياتالمتحدة ستتفوق على السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2016، لكنها لفتت إلى أن الشرق الأوسط سيبقى مركز صناعة النفط العالمية لفترة طويلة. وأشارت الوكالة في تقرير إلى أن إنتاج حقول النفط في تكساس ونورث داكوتا الأميركيتين سيبدأ في التراجع بحلول عام 2020 وحينئذ يستعيد الشرق الأوسط هيمنته لا سيما كمورّد لآسيا. وقال كبير اقتصاديي الوكالة، فاتح بيرول، في عرضه لتوقعات العام الحالي «الوكالة تتوقع أن يحدث هذا التغيير عام 2016 في أقصى تقدير». وتابع: «نتوقع أن تمر أسواق النفط بمرحلتين، قبل عام 2020 نتوقع أن يرتفع انتاج النفط الخفيف المحكم (...) ويمكن أن أطلق عليها طفرة، ومع الزيادة في إنتاج البرازيل من المؤكد أن الطلب على نفط الشرق الأوسط سيقل خلال السنوات القليلة المقبلة». وأضاف: «لكن بسبب قاعدة الموارد المحدودة سيستقر الإنتاج ثم ينحسر، وبعد عام 2020 ستكون هناك هيمنة كبيرة لنفط الشرق الأوسط». وتوقعت الوكالة أن يستمر ارتفاع أسعار النفط، ما يدعم استغلال الموارد غير التقليدية مثل النفط الخفيف المحكم والرمال النفطية في كندا والإنتاج من المياه العميقة في البرازيل، وسوائل الغاز الطبيعي. وأفادت الوكالة بأن سعر النفط سيرتفع باطراد ليصل إلى 128 دولاراً للبرميل في 2035 بزيادة ثلاثة دولارات على التوقع السابق في 2012 ويُتوقع أن يرتفع إنتاج النفط المحكم في السنوات القليلة المقبلة لكن الوكالة أكدت أن العالم لا يقف «على مشارف حقبة جديدة من الوفرة النفطية». وأكد بيرول أهمية توسيع الاستثمار في الموارد المنخفضة الكلفة في الشرق الأوسط لتلبية الطلب المتزايد من آسيا. وقال: «الشرق الأوسط مركز صناعة النفط العالمية وسيظل كذلك لسنوات. توجيه الرسالة الخاطئة للمنتجين في الشرق الأوسط قد يرجئ الاستثمار وإذا أردنا نفطاً من الشرق الأوسط في 2020 فيجب الاستثمار الآن». ويعزز التقرير الشهري ل «أوبك» مؤشرات على أن تنامي المعروض في الولاياتالمتحدة التي تشهد طفرة في الطاقة الصخرية ومن دول أخرى خارج «أوبك»، سيؤثر في حصة المنظمة من السوق في 2014. وتوقعت المنظمة أن يبلغ متوسط الطلب على نفطها 29.57 مليون برميل يومياً في 2014 من دون تغيير عن التقدير السابق. ونقل التقرير عن مصادر ثانوية أن المنظمة ضخت 29.89 مليون برميل يومياً في تشرين الأول (أكتوبر). وينبئ ذلك بتنامي المخزون في 2014 إذا واصلت المنظمة الإنتاج بمعدلات تشرين الأول، لكن حجم المعروض الفائض تراجع عنه في وقت سابق من السنة عندما كان إنتاج «أوبك» يفوق 30 مليون برميل يومياً. وأشارت «أوبك» إلى أن مخزون النفط في الدول المتقدمة الأعضاء في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» وفي الاقتصادات الناشئة تظهر بالفعل أن المستهلكين يتلقون ما يكفي من الخام. وجاء في التقرير «فترة التغطية الجيدة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والبيانات التي تظهر استمرار زيادة المخزون في الدول الأخرى، يسلّطان الضوء على حقيقة أن السوق تتلقى إمدادات جيدة». وفي حين زاد الإنتاج في ليبيا والعراق في تشرين الأول، أبلغت السعودية أنها خفضت إنتاجها إلى 9.75 مليون برميل يومياً من مستوى قياسي فوق عشرة ملايين برميل يومياً. الأسعار وتراجعت العقود الآجلة لخام «برنت» باتجاه 106 دولارات للبرميل، لتوقعات بزيادة كبيرة في مخزون النفط الأميركي. وتراجع «برنت» تسليم كانون الأول (ديسمبر) 23 سنتاً إلى 106.17 دولار للبرميل. ونزل الخام الأميركي 30 سنتاً إلى 94.84 دولار للبرميل. ويُتوقع أن يكون مخزون النفط في اميركا ارتفع 1.6 مليون برميل الأسبوع الماضي بحسب استطلاع أولي، لكن تكهنات زيادة معدلات تشغيل مصافي التكرير قبيل موسم ذروة الطلب على وقود التدفئة، ساعدت في الحد من انخفاض الأسعار. إلى ذلك، أعلنت مصادر إبقاء السعودية على إمداداتها من النفط في كانون الأول من دون تغيير عند الكميات المتعاقد عليها لاثنين على الأقل من المشترين الآسيويين بعقود محددة المدة. في سياق متصل، أعلنت «شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) إطلاق مزيج نفطي جديد يحمل اسم «خام داس» ليحل محل خامي «أم الشيف» و «زاكوم السفلي» اللذين تنتجهما «شركة أبو ظبي العاملة في المناطق البحرية» (أدما العاملة). ويحمل «خام داس» مواصفات قياسية عالية وهو أقرب إلى مواصفات خام «زاكوم السفلي» الخفيف ويحسن مواصفات «أم الشيف».