تسبب موظف في طاقم الضيافة في إحدى الطائرات التابعة إلى «الخطوط الجوية العربية السعودية»، في نسيان مُسافرة سعودية، من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع طفلها، في طائرة، كانت تقلهما من الرياض إلى فيينا بيد أن الطائرة أقلعت بهما من مطار فيينا الدولي إلى ميونخ. في طريق عودتها إلى الرياض. وتم الوصول إلى السيدة السعودية، التي عادت إلى ذويها قبل أن تعود الطائرة مجدداً إلى الرياض، إذ قام كابتن الطائرة بالعودة إلى مطار فيينا، وتسليم السيدة إلى ذويها. بعد أن تعثر الاتصال مع «الخطوط السعودية» عبر موقعها الإلكتروني، وأرقام الهواتف المختلفة، وتمت الاستعانة بصديق شقيق السيدة، الذي يعمل في «الخطوط السعودية»، الذي قام بالاتصال بكابتن الطائرة، وأخبره ان السيدة موجودة في الطائرة، التي وصلت إلى مطار ميونيخ، بسبب نسيان موظف الضيافة تسليمها إلى إحدى موظفات «الخطوط السعودية» في مطار فيينا، والتي كان يفترض ان تقوم بدورها، بتسليمها إلى المُستقبلين المُسجلين في الأوراق الرسمية الموجودة في حوزتهم، إذ كانوا في انتظارها منذ وقت طويل، خصوصاً ان أمتعتها الشخصية ودراجة طفلها الصغير، سبقتها في الوصول إلى أشقائها في فيينا. ووقع شقيق السيدة السعودية في حيرة، بسبب موعد ولادة زوجته في مدينة براتسلافيا في سلوفاكيا المحاذية إلى النمسا، إذ لم يكن يستطيع التخلي عن شقيقته الأخرى، وتركها بمفردها في فيينا، خصوصاً ان شقيقته التي لم يستقبلوها بعد، تسافر للمرة الأولى خارج المملكة. وقال نبيل المعجل وهو مواطن سعودي يعمل في العاصمة النمساوية: «ذهبت وزوجتي إلى مطار فيينا الدولي، لاستقبال ابنة أختها الصغيرة القادمة من الرياض، على متن «الخطوط السعودية». وتوجهنا إلى صالة العفش، ولم يتبق أحد ينتظر الحقائب سوى عائلة سعودية مكونة من رجل وامرأة في العشرينات من عمريهما، بدت على حركاتهما حيرة وقلق كبيران». وأضاف المعجل «اقتربنا منهما، لمعرفة سبب القلق، وتبين أنهما في انتظار استقبال أختهما الكبيرة المصابة بالصمم والبكم، مع ابنها الصغير، وسبب القلق أن العفش وصل، وهما لم يصلا بعد. فبحثنا عنهما بعد معرفة اسم الأم وأوصافها في كل مكان وركن في الصالة، بما فيها دورات المياه، ولم نترك مسؤولاً إلا وسألناه، وكانت اللغة الألمانية وبعض العجرفة النمساوية سبباً في التوقف عن السؤال. كما لم نترك مطعماً ولا محلاً تجارياً إلا ودخلناه، وتذكرت في غمرة الحيرة أن رحلة الرياض - فيينا تستمر في رحلتها إلى ميونخ، ومن ثم تعود مباشرة إلى الرياض، وعدنا مجدداً إلى صالة العفش، وتأكدنا أنها لسبب ما لم تخرج من الطائرة، وواصلت الرحلة إلى ميونخ». وأردف «تبادلنا أرقام هواتفنا، وطلبت منهما أن لا يقطعا تذاكر السفر الباهظة الثمن قبل الاتصال بي. وأخذنا معنا حقائب أختهما حتى تسهل عملية سفرهما إن قررا ذلك. وعند وصولنا إلى المنزل دخلت على الإنترنت، للتأكد من سير الرحلة، بيد ان المعلومات في موقع الخطوط السعودية شحيحة، وصعب البحث فيها. كما ان الموظفين لا يردون على المكالمات، واكتفيت بترك أكثر من ثلاث رسائل، شارحاً الحالة الطارئة، كما تركت رقم هاتفي. ولكن ردهم لم يأت حتى الآن». وأكمل «بعد ساعتين من الاتصالات مع بعض معارفي، من العرب المقيمين في فيينا، أرسل أحد أصدقاء شقيق السيدة، الذي يعمل في «الخطوط السعودية»، برقية إلى كابتن الطائرة، للاستفسار عن السيدة، وجاءت البرقية الجوابية بأنها موجودة في الطائرة التي واصلت رحلتها إلى ميونيخ، فقرر الكابتن العودة بالطائرة إلى ميونخ، لإيصال السيدة إلى ذويها»، مضيفاً «كان عناقاً حاراً بين الأشقاء جميعاً، خصوصاً السيدة التي دخلت في بكاء حاد، مغمور بالفرح، بعد خوف وترقب شديدين، نتيجة احتجازها في هذه الطائرة لمدة تجاوزت أربع ساعات».