كابول، واشنطن - أ ف ب - اعلنت اللجنة الانتخابية في افغانستان أمس، انها ستعيد فرز اصوات 10 في المئة من اقلام الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 20 آب (اغسطس) الماضي، والتدقيق فيها بسبب مؤشرات على حصول تزوير، لكن لم توضح تأثير اعادة الفرز على النتيجة النهائية. ويتقدم الرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي بنسبة 54،3 في المئة بعد فرز نسبة 95 في المئة من مراكز الاقتراع، في حين نال منافسه الابرز وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله 28.1 في المئة. وامرت لجنة الطعون الانتخابية الاسبوع الماضي بإعادة فرز الاصوات في مكاتب اقتراع عثر فيها على «أدلة واضحة ومقنعة بحدوث تزوير». واشار رئيس اللجنة غرانت كيبين الى ان العملية تشمل نحو 2500 من اجمالي 25450 مكتب اقتراع في كل الولايات. ورفعت آلاف الشكاوى أمام لجنة الطعون الانتخابية التي اشارت الى ان التحقيقات يمكن ان تستمر اسابيع. ولن تعلن النتائج النهائية للانتخابات الا عند الانتهاء من هذه التحقيقات. وقال كيبين «سنحاول انجاز عملية التدقيق وإعادة الفرز في اسرع وقت، لكن يصعب تحديد وقت لإنجاز العملية». وتحدثت مصادر ديبلوماسية في الايام الاخيرة عن تزايد التوتر بين لجنة الطعون واللجنة الانتخابية المستقلة، في وقت تخشى الاسرة الدولية ان يؤدي تأخر اعلان النتائج النهائية التي تحدد موعدها الاول غداً الى فراغ في السلطة تستفيد منه حركة «طالبان» التي صعّدت اعمال العنف الى مستويات قياسية في الشهور الاخيرة، واضعفت نسبة الناخبين الى نحو 35 في المئة فقط. على صعيد آخر، واجه ممثلون عن وزارة الخارجية الاميركية انتقادات وجهها اعضاء في لجنة كلفها الكونغرس التحقيق في عقود ابرمت في زمن الحرب، وتناولت اسلوب معالجة حوادث ارتكبها عناصر في شركات متعاقدة افرطوا في تناول الكحول في افغانستان. وقال باتريك كينيدي، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون التوظيف: «بصفتي مسؤولاً في وزارة الخارجية، اتحمل مسؤولية عدم تجنب حوادث افراط موظفي شركة «ارمر غروب نورث اميريكا» المكلفة حماية السفارة الاميركية في كابول في شرب الكحول خلال حفلات نظمت في معسكر «كامب ساليفان» في كانون الاول (ديسمبر) 2008 وحزيران (يونيو) وآب (اغسطس) 2009، وعدم اكتشافها قبل ذلك»، مضيفاً: «لا شك اننا كنا نستطيع التصرف بشكل افضل». ورداً على سؤال عن مصدر الكحول الذي شربه الموظفون، اعترف كينيدي بانهم اشتروه من داخل السفارة التي تبعد نحو خمسة كيلومترات عن المعسكر. واسف لعدم كشف الشركة الوقائع الا في 25 آب الماضي، موضحاً ان تحقيقاً داخلياً يجرى حالياً، وان 165 شخصاً استجوبوا في القضية حتى الآن. وصرح صموئيل برينكلي، المسؤول في شركة «واكنهات» للخدمات التي تملك «ارمور غروب»: «لن ادافع عما لا يمكن الدفاع عنه. لقد اساء بعض موظفينا التصرف، وانني محرج شخصياً من سولكهم السيئ». وطرد عدد كبير من الحراس وغادروا افغانستان، وحظر استهلاك الكحول في «كامب ساليفان». واوصى عضو اللجنة دوف زاكيم وزارة الخارجية بإنهاء عقد «ارمر غروب نورث اميركا» من دون انتظار نتائج التحقيق، مشبهاً انعكاسات ما جرى في «كامب ساليفان» على صورة الولاياتالمتحدة، بوقع فضيحة سجن ابو غريب في العراق، اساء جنود اميركيون معاملة معتقلين عراقيين. اما زميلته ليندا غوستيتوس فذكّرت بقضية قتل حراس في شركة «بلاكووتر» الامنية الاميركية 17 مدنياً عراقياً في ايلول (سبتمبر) 2007. وقالت: «لم تنهوا العقد مع بلاكووتر بعد هذا الحادث، ما وجّه اشارة الى الشركات المتعاقدة».