«أنستغرام»، «كيك»، و«باث»، تطبيقات جديدة تزايدت الهجرة إليها أخيراً، واستطاعت بمميزاتها «المتخصصة» أن تكون ملاذ شغف بعض عشاق «فيسبوك» و«تويتر» اللذين يتسمان ب«العمومية» في تلبية حاجات مستخدميها. اختراق هذه التطبيقات الجديدة، مجتمعي «فيسبوك» و«تويتر»، هدد الشبكتين الأكثر انتشاراً. وأوضح المتخصص في الإعلام الرقمي عمار بكار أن المنتج الرقمي يعتمد على عاملين أساسيين في نجاحه، هما الرغبة في التجربة، وتحقيق حاجة لم تُلَبِّه التطبيقات الأخرى. وقال: «إن المنتج الرقمي يعتمد في نجاحه على عاملين أساسيين: رغبة الجمهور في استكشافه، إذ إن هنالك فئة في الجمهور لديها شغف استكشاف التطبيقات الجديدة وهي من تتبنى هذه المنتجات حال نجاحها. والآخر تلبية التطبيقات الجديدة لحاجات لم تستطع تلبيتها المواقع التي تقدم خدماتها للمستخدم بعمومية. التخصص في التطبيقات يمنحها قوة». مضيفاً أن «فيسبوك» و«يوتيوب» و«غوغل بلص» و«تويتر» تلبي حاجات الناس العامة، لكن ظهرت بعدها تطبيقات حققت حاجة معينة مثل «كييك» و«أنستغرام». وأكد على أن «كييك» على رغم مشابهته ل«يوتيوب» إلا أن ميزته التي منحته القوة هي «الرتم السريع» الذي يبحث عنه المستخدم الآن، إذ إن المدة المسموحة فيه هي 36 ثانية. وبيّن أن عامل النجاح في التطبيقات هو «إقبال الجمهور» عليها، على عكس التلفزيون الذي بإمكان قنواته أن تستمر من دون جمهور، لاعتمادها على موازنة تسويق ضخمة أو دعم حكومي. مؤكداً أن الشبكات الاجتماعية بدأت ولن تنتهي. وبرر بكار استمرار الشبكات الاجتماعية لسهولة انتشارها، إذ تعتمد على «النمو العضوي» بدلاً من «التسويق المباشر»، وقال: المنتجات الرقمية تسويقياً ينطبق عليها التواصل التسلسلي، إذ تعتمد كل التطبيقات الاجتماعية فيها على التسويق العضوي، وهو عبارة عن أدوات لدعوة الجمهور تدفع المستخدم لدعوة أصدقائه، والأصدقاء يدعون أصدقاءهم وهكذا، ما يحقق لها انتشاراً مضاعفاً أكثر من تسويق المنتج عبر إعلانات، يطلق عليه «نمو عضوي». واعتبر أن تحقيق «باث» أكثر من 20 مليون مستخدم نجاحاً، مرجعاً إياه إلى «خصوصيته» التي منحته قوة جذب الجمهور. وتستند فكرة «باث» على أن يقوم المستخدم بمشاركة «أحداث الحياة» مع الأصدقاء المقربين وأفراد العائلة من خلال الهواتف الذكية ويطلق عليه «الدفتر اليومي الذكي» أو Smart Journal. وكانت الشبكة الاجتماعية «باث» أعلنت أخيراً عبر حسابها على «تويتر» أنها تجاوزت 20 مليون مستخدم مسجل في الشبكة، مشيرة إلى أن معظم هذا النمو في عدد المستخدمين كان خلال الأشهر العشرة الماضية. وبحسب إحصاء الشبكة تجاوز مستخدمو السعودية لهذا التطبيق أكثر من 1.3 مليون مستخدم حتى الربع الثالث من العام الحالي. وعلى رغم ذلك إلا أنه لا يمكن أن يتفكك مجتمع «تويتر»، بحسب بكار، إذ يرى أنه لا يمكن لتطبيق جديد أن يفكك «المجتمع التويتري» بهذه السهولة، وقال: «لن يأتي تطبيق بعد «تويتر» يستطيع أن يبني مجتمعاً افتراضياً بقوة «المجتمع التويتري»، مثله مثل المنتديات، إذ لا يزال جمهورها يتفكك ببطء، لأن ما كونته من مجتمع في أعوام سابقة على مدى طويل منحها قوة التماسك». من جهة أخرى، أوضح بكار أن أمام «تويتر» حلين لمواجهة منافسة المواقع المتخصصة، «أحلاهما مُر»، وهي «إما أن يطور نفسه ليستوعب حاجات المستخدمين وينافس التطبيقات الجديدة، وهذا ما سيجعله سيخسر بساطته التي هي سر نجاحه، أو أنه يضطر إلى ألا ينافس، وبالتالي سيخسر المستخدمين مع الوقت»، مشيراً إلى تجربة «هاشتاق ميوزك» الذي أطلقه ولم ينجح فأوقفه، إذ تفوقت عليه المواقع المتخصصة بالأغاني. وعلى رغم النمو المتسارع للمشتركين في الشبكات الاجتماعية الجديدة لا يزال «فيسبوك» و«تويتر» يحتلان «الصدارة» من حيث عدد المستخدمين، وحول ما إذا كانا سيتسمران في ذلك، أجاب بكار: «فيسبوك وتويتر يتناوبان على الصدارة لكن لن يستمرا، لأنهم يلبوا حاجات كثيرة لكن بطريقة عمومية ليست متخصصة، مثل تطبيق كييك وأنستغرام». وأوضح أن الفرق بيّن تصدّر كل منهما، إذ نجح «تويتر» باعتباره شبكة اجتماعية ل«النخبة»، فيما نجح «فيسبوك» كونه أداة اجتماعية على مستوى العلاقات القائمة على الأقرباء والأصدقاء، مضيفاً أنه بحسب الإحصاءات يتفوق عدد مستخدمي «فيسبوك» في السعودية على عدد مستخدمي «تويتر».