يقوم الرئيس السوري بشار الأسد اليوم بزيارة إلى اسطنبول لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحضور مأدبة إفطار تقيمها على شرفه قيادة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، بعد محادثات أجراها مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في دمشق مساء أمس. وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل «الحياة» في دمشق إن محادثات الأسد وأردوغان «ستركز على العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط»، مشيرة إلى احتمال أن يوقع وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم والتركي أحمد داود أوغلو في اختتام المحادثات «إعلاناً سياسياً مشتركاً لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى» لتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والتنسيق بينهما في المحافل الدولية. ونقلت الوكالة السورية للأنباء «سانا» عن أردوغان ترحيبه بزيارة «أخي وصديقي العزيز الرئيس الأسد في وطنه الثاني»، مشيراً إلى أن المحادثات ستتناول «مجمل التفاصيل المتعلقة بتطوير علاقات البلدين في شتى المجالات، إضافة إلى المستجدات الأخيرة في المنطقة». وقال إن «تركيا وسورية تبذلان باستمرار مساعي مكثفة من أجل حل مشاكل الشرق الأوسط وتوفير متطلبات الأمن والاستقرار». ويتضمن جدول زيارة الأسد إجراء جلسة محادثات ثنائية مع أردوغان وأخرى موسعة يحضرها من الجانب السوري نائب الرئيس فاروق الشرع ومعاونه العماد حسن توركماني والوزير المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، على أن يعقد المعلم وداود أوغلو مؤتمراً صحافياً قد يسبقه توقيع الإعلان السياسي المشترك. وجرى الاتفاق على تأسيس «مجلس تعاون استراتيجي» خلال زيارة أردوغان إلى مدينة حلب في تموز (يوليو) الماضي بعد زيارة الرئيس التركي عبدالله غُل لسورية في منتصف أيار (مايو) الماضي، حين عُقد منتدى لرجال الأعمال في البلدين بهدف رفع مستوى التبادل التجاري من بليوني دولار إلى خمسة بلايين. وقال غُل إن العلاقة بين دمشقوأنقرة «نموذج يحتذى للعلاقات بين الدول». وكان الأسد، وهو أول رئيس عربي يدعى إلى مأدبة إفطار من قبل «العدالة والتنمية» ورابع مسؤول دولي بعد رئيس وزراء اسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو ومستشاري المانيا الحالية انغيلا مركل والسابق غيرهارد شرودر، قام في بداية العام 2004 ب «زيارة تاريخية» لتركيا، كانت الأولى لرئيس سوري منذ الاستقلال. وأدت الزيارة إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين تعززت في السنوات الماضية، خصوصاً لدى قيام تركيا برعاية المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل. ولا ترى مصادر ديبلوماسية في اسطنبول رابطاً مباشراً بين زيارة الرئيس الأسد واللقاء الرباعي الثاني المحتمل عقده بين المعلم ونظيره العراقي هوشيار زيباري وداود أوغلو والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في اسطنبول غداً، باعتبار أن اللقاء الرباعي مرتبط بما جرى الاتفاق عليه خلال الاجتماع الأول في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي وبنتائج الاجتماعات الأمنية الجارية في أنقرة التي أرجئت أكثر من مرة بسبب «تردد» الجانب العراقي وقضايا داخلية في بغداد، مقابل تركيز زيارة الرئيس السوري لاسطنبول على العلاقات الثنائية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم.