غاب أقطاب التصريحات الخليجية النارية عن المشهد في «خليجي 22»، فاختفت «القنابل الإعلامية» التي لعبت طوال الأعوام الماضية دوراً لافتاً في إشعال المدرجات مع كل دورة، الخطاب الإعلامي ل«كبار» أهل الرياضة في المنطقة تغير، فالتزم جلّهم «الصمت» الذي لم ينجح في إخراجهم منه سوى أحاديث ديبلوماسية في أكثر الحالات التي اضطروا فيها إلى التعليق. وفيما كانت كل القضايا التاريخية والرياضية تحضر بوصفها جزءاً لافتاً من ثقافة البطولة العريقة، تغيرت الأمور هذه المرة، فبدلاً من تصريحات تبحث عن إثارة رياضية، بدا الأمر وكأن السياسة تمكنت من الرياضة، بعد أن نجحت المواقف السياسية المتباينة بين قطر من جهة والبحرين والإمارات من جهة أخرى في أن تطل برأسها لتطغى على الأحداث الفنية. إذ كان نجم منتخب الإمارات السابق إسماعيل راشد قدّم اعتذاره عن المشاركة في تحليل مباريات البطولة الحالية ضمن طاقم قنوات «بي إن سبورتس» الرياضية، على رغم وجوده أمس (الجمعة) في مقر القناة وجهوزيته للمشاركة، قبل أن يخرج مدير الاستوديو التحليلي أيمن جادة لتأكيد غياب المحلل الإماراتي، مبدياً ترحيبه والقناة بمشاركة نجوم الإمارات في التحليل إن هم رغبوا في ذلك. شوائب السياسة لم تتوقف عند غياب راشد، إذ كانت الصحف الرياضيةالإماراتية رفضت بشكل قاطع المشاركة في الجوائز التي يقدمها برنامج «جرايد» الذي تبثه قناة الكأس القطرية، والمخصصة لأفضل تغطية صحافية للبطولة. فيما كانت الأجهزة الإدارية والفنية إضافة إلى اللاعبين الإماراتيين رفضوا الإدلاء بتصريحات تلفزيونية لمراسلي قنوات «بي إن سبورتس» أو «الكأس» بعد تدريبات أول من أمس (الخميس) من دون الكشف عن الأسباب. وتجاوز «الخلاف السياسي» دورة كأس الخليج العربي (خليجي 22)، إذ أعلن كل من الاتحاد البحريني والاتحاد الإماراتي لكرة اليد انسحابهما بشكل رسمي من بطولة كأس العالم للعبة المقامة حالياً على الأراضي القطرية، ما يتركهما عرضة لجملة من العقوبات التي من المؤكد أن يعلنها الاتحاد الدولي للعبة خلال اجتماعه المقبل في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.