دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطات في ميانمار، الى استكمال مسيرة التحوّل الديموقراطي، من خلال انتخابات رئاسية «حرة وعادلة»، معتبراً أن قانوناً يمنع زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي من الترشح «ليس منطقياً». كما حض على إنهاء التمييز في حق مسلمي الروهينجيا. زيارة أوباما هي الثانية خلال سنتين، لكنها لم تشهد مظاهر الاعجاب الشديد التي رافقتها عام 2012 في شوارع يانغون. وبين الزيارتين، تعكّرت اجواء العملية الانتقالية، علماً أن سو تشي كانت قالت قبل ايام ان العملية «تراوح مكانها». اسباب ذلك تراوح بين العنف ضد اقلية الروهينجيا وغموض حول القواعد المحيطة بالانتخابات وتهديدات محدقة بحرية الصحافة. وللدلالة على المكانة الخاصة التي تحظى بها سو تشي، خصّص لها اوباما خلال زيارته وقتاً اكبر بكثير من حصة الرئيس ثين سين. وأقرّ بن رودس، مستشار أوباما، بأن الأمر «وضع خاص»، مستدركاً أن زعيمة المعارضة هي «شخصية فريدة وصوت له اهمية كبرى في ميانمار وأيضاً رمز للديموقراطية في كل انحاء العالم». وكما حصل قبل سنتين، التقى أوباما سو تشي في منزلها المطل على بحيرة في مدينة يانغون، أكبر مدن ميانمار، حيث أُخضعت لإقامة جبرية اكثر من 15 سنة، قبل ان يحلّ المجلس العسكري الحاكم نفسه عام 2011. ويحول الدستور الذي أُقرّ خلال الحكم العسكري، من دون ترشح سو تشي لانتخابات الرئاسة، لأنها تزوجت أجنبياً، كما يحمل نجلاها جنسية أجنبية (بريطانية). واعتبرت زعيمة ان الدستور هو العقبة الاساسية امام تنظيم انتخابات عادلة، اذ وصفته بأنه «غير عادل ولا ديموقراطي». وأضافت: «من وجهة نظر الديموقراطية، ليس من الصواب التمييز ضد شخص. ومعظم الشعب يدرك ان الدستور لا يمكن ان يبقى كما هو، اذا اردنا تحقيق عملية انتقالية فعلية نحو الديموقراطية». اما أوباما فقال: «لا افهم بنداً يتيح استبعاد شخص من السباق الرئاسي، بسبب ابنائه، هذا ليس منطقياً بالنسبة إليّ». واعتبر ان علمية ارساء الديموقراطية في ميانمار «غير مكتملة ولا راسخة». وتطرّق الرئيس الأميركي الى قضية الروهينجيا، قائلاً: «التمييز ضد الروهينجيا أو أي أقلية دينية أخرى، لا يعبّر عن الدولة التي تريد ميانمار ان تكونها على المدى البعيد». ورأى ان الحكومة لا بدّ أن تستند إلى «إدراك بأن جميع الناس متساوون امام القانون». اما سو تشي المتحفظة في شأن تلك الاقلية، فاعتبرت أن على شعب ميانمار ان «يتعلم العيش في وئام». وتحدث أوباما مع طلاب في حرم جامعة، ارتدى بعضهم قمصاناً كُتب عليها «الاصلاحات مجرد نفاق». وسُئل عن التحديات التي ما زالت تواجه ميانمار، فرأى ضرورياً «تعديل الدستور لضمان الانتقال نحو حكومة مدنية بالكامل». لكن يو سو ثاين، مستشار الرئيس ثين سين، كتب مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» عنوانه «ميانمار تحتاج وقتاً»، ورد فيه: «نعيش في ظل الماضي ونعاني من قدرات مؤسساتية محدودة جداً ومن عقليات راسخة في العزلة والتسلط، وهذه الامور لا يمكن ان تتغيّر بين يوم وآخر».