أكد الشاعر والإعلامي مرزوق الروقي أن «الشللية» في الساحة الشعبية كانت موجودة لكنها اختفت في الوقت الحالي بسبب كثرة البرامج الشعرية والانفتاح الإعلامي. وقال الروقي الذي يقدم برنامج «مراسي» على إذاعة «إم بي سي إف إم» ل«الحياة»: «الأمسيات الشعرية لم تعد كالسابق لأنها فقدت بريقها والاهتمام بها، ولم تعد مرحلة مفصلية في تاريخ الشاعر»، لافتاً إلى أن بكاء المذيعة علا فارس بسبب قصيدته لم يكن مفبركاً بل حقيقياً. وأضاف أن «مراسي» جمع بين الشعراء والإعلاميين المخضرمين الذين لهم تاريخ طويل في الساحة الشعبية، وكذلك لم يتجاهل الشعراء الشباب، إضافة إلى تناوله عدد من القضايا الشعرية التي تطرح للمرة الأولى. وفي ما يأتي نص الحوار: بكاء مذيعة «إم بي سي» علا فارس من قصيدتك الأسبوع الماضي، هناك من قال إنه مفبرك، ما ردك على تلك الأقاويل؟ - كل شيء تستطيع أن تفبركه إعلامياً إلا البكاء، وللعلم والله لم أرد أن أقع في حرج بكاء زميلة على الهواء، فكيف أفبرك ذلك؟ هل قصائدك حزينة إلى هذا الحد حتى تبكي منها المذيعة؟ - كثيراً ما يقال لي إن قصائدي حزينة. وأنا ابتهج بذلك لأنها لامست مشاعر الناس، ربما أثرت في المذيعة لأنها عاشت حالاً مشابهة، وهذا جمال الشعر أن تكتبه بلسان الجميع حتى لو لم ترد ذلك. عُرفت منذ ظهورك قبل أعوام عدة بأنك شاعر شعبي، فجأة أصبحت مذيعاً في إذاعة كبيرة ك«إم بي سي إف إم»؟ - الشاعر هو الأقرب إلى الشعر والبرامج التي يقوم عليها شعراء تكون أكثر نجاحاً من غيرها، وأشكر «إم بي سي» على منحي هذه الثقة والإطلالة على عدد كبير من الناس من خلال أثيرها. ما مدى رضاك عن برنامج «مراسي» الذي تقدمه حتى الآن؟ - الجمهور من يقوم نجاح برنامجي، وفي اعتقادي الشخصي أننا نجحنا وما زلنا نطمح إلى النجاح الأكبر، بدليل عدد من الإشادات التي وصلتني ب«مراسي» وفقراته وضيوفه. صدقني إن وجود البرنامج على إذاعة «إم بي سي إف إم» يعتبر نجاحاً بحد ذاته، كونها الإذاعة الأولى في السعودية، وتحظى بنسبة متابعة كبيرة، دائماً «إم بي سي إف إم» تنتصر للفن والأدب العربي من خلال برامجها المنوعة. على ماذا ركزت في «مراسي»؟ - ركزنا في برنامج «مراسي» على الشعر وما يتعلق به، إذ يعده الصحافي والشاعر بداح السبيعي المعروف باهتماماته الشعرية المميزة، ويخرجه أيمن رزق الذي يتمتع بحس شاعري استفدنا من وجوده في تنفيذ الحلقات. في «مراسي» جمعنا بين الشعراء والإعلاميين المخضرمين الذين لهم تاريخ طويل في الساحة الشعبية، وكذلك لم نتجاهل الشعراء الشباب، بمعنى أن البرنامج للشعر وأبنائه، إضافة إلى تناوله عدداً من القضايا الشعرية التي تطرح للمرة الأولى. لماذا عمدت إلى إشراك اللاعبين والفنانين في برنامجك؟ - الشعر جزء من الجميع، ومن حق جمهور الشعر معرفة التوجهات الشعرية لنجوم المجتمع. الآن أصبحت مذيعاً، كيف وجدت الفرق بين الشاعر والمذيع؟ - لا فرق إلا في المسؤوليات، المذيع يحمل هم كل الأذواق ويعمل على ذلك، أما الشاعر يحمل هم ذائقته فقط. دائماً الشعراء الشباب يتهمون الإعلاميين ب«الشللية»، هل رأيتها عندما أصبحت مذيعاً؟ - في السابق كانت الشللية موجودة أما الآن أسهمت البرامج والانفتاح الإعلامي في كسر هذه الشللية وتوسيع الأفق في شكل أكبر للشعراء خصوصاً الشباب. تعاونت مع خالد عبدالرحمن، هل غناؤه قصيدتك من دون موسيقى كان أحد شروطك؟ - أنا فضلت ذلك، والفنان الكبير خالد عبدالرحمن استجاب لرغبتي مشكوراً، وجزء كبير من نجاح العمل أنه كان من دون موسيقى، ما جعل النص يصل إلى أناس لم تكن لتسمعه لو كان بموسيقى. لماذا معظم المنشدين يختارون قصائدك ويتغنون بها؟ - هذا شرف لا أدعيه، بالمناسبة وجدت في معظم المنشدين حساً جميلاً في معرفة ما يريد الناس والكلمات التي تطرب أسماعهم وذائقتهم، خبرة هؤلاء المنشدين أحياناً أكبر من خبرة الشاعر نفسه. دراستك في علم الاقتصاد والإدارة، ألا ترى أنها لا تتناسب مع الشعر؟ - الشعر ليس له علاقة بالشهادات والمهن، الشعر حال لا تشبهه أية حال أخرى، وهو موهبة تحط رحالها، وتمسك زمام إدارة المشاعر والتفكير في وقت معين، والشاعر الجيد من يرتب ذائقته ولفظه لإخراج نص جيد يرضيه ويرضي المتلقي. أمسيات في المملكة وأمسية مصرية يتيمة، ما هو تقويم مرزوق الروقي للأمسيات في الوقت الحاضر، وكيف كانت التجربة المصرية في الأمسية؟ - الأمسيات لم تعد كالسابق، لأنها فقدت بريقها والاهتمام بها، ولم تعد مرحلة مفصلية في تاريخ الشاعر، أما الأمسية الخارجية فهي جو جديد يفتح لك جمهوراً جديداً ويتطلب منك لغة أكثر شمولاً من اللهجة المحلية. أفضل قصيدة في الملك عبدالعزيز، ماذا يعني لك فوزك بهذه المسابقة؟ - شعور الفوز جميل في كل شيء، فما بالك بالفوز بجائزة تحمل اسم مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، لاسيما أن المسابقة شارك فيها عدد كبير من الشعراء المعروفين في الساحة الشعبية.