بثت الجبهة الإعلامية في تنظيم «داعش» الإرهابي، مساء أول من أمس تسجيلاً صوتياً لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، والذي تم تداوله على نطاق واسع، ويعد هذا البيان أو التسجيل الأول منذ الأنباء عن استهداف البغدادي من طائرات التحالف في العراق قبل أيام، ومنذ ظهوره في شريط مصور أوائل تموز (يوليو) الماضي، بعد أيام من إعلان التنظيم إقامة «الخلافة الإسلامية» وتنصيبه خليفة للتنظيم. وقال البغدادي في بيانه: إنه سيقاتل حتى آخر رجل، معلناً «قبول بيعة» جماعات من دول عربية عدة أعلنت ولاءها له. مؤكداً أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف لن توقف «زحف» تنظيمه، كما اعتبر أن التحالف سيضطر «للنزول إلى الأرض» لقتاله. وقال البغدادي في التسجيل الذي حمل عنوان «ولو كره الكافرون»، «اطمئنوا أيها المسلمون، فإن دولتكم بخير وبأحسن حال. لن يتوقف زحفها وستظل تمتد بإذن الله، ولو كره الكافرون». وأكد أن «جنود الدولة الإسلامية لن يتركوا القتال أبداً حتى ولو بقي منهم جندي واحد». وأضاف أن مسؤولي التحالف «خرجوا بخطة فاشلة تتجلى بقصف مواقع الدولة الإسلامية، وعما قريب سيضطر اليهود والصليبيون للنزول إلى الأرض وإرسال قواتهم البرية إلى حتفها ودمارها». واعتبر أن ذلك «بدأ بالفعل» إثر إعلان الرئيس باراك أوباما السبت الماضي إرسال 1500 جندي أميركي إضافي إلى العراق لتدريب القوات العراقية والكردية على قتال التنظيم. وبعد تداول البيان السابق، رصدت «الحياة» من خلال البحث الإلكتروني آراء عدد من المتخصصين الأمنيين، والذين ألمحوا إلى أن التنظيم وجبهته الإعلامية، هم وراء تسريب فكرة إصابة ومقتل البغدادي، وذلك ليدحضوها لاحقاً ويستغلوها إعلامياً، فيما فسر خُبراء آخرون عمل الجبهة وبياناتها الأخيرة ومنها صك العملة وبيان البغدادي إلى أنه محاولة لإضفاء الشرعية لهذه الجبهة الجديدة، ولجذب الأنظار إليهم لكي يبروزا على الساحة الإعلامية. وحول بيان البغدادي الذي أُصدر أول من أمس قال الباحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية ومكافحة الإرهاب والأمن الإلكتروني الدكتور محمد الهدلاء، في تصريح إلى «الحياة»: خطاب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وتهديده لدول التحالف بحرب أرضية ينتظرها هذا مجرد استهلاك إعلامي، ودليل على ما يعانيه التنظيم من أزمة حقيقية كبيرة تواجهها من قوات التحالف الجوية وعدم قدرتها على صدها. ويهدف أيضاً هذا البيان الاستهلاكي الصوتي لتأكيد أن البغدادي لم يُقتل كما ذكرت بعض التقارير، ولم يجعله مصوراً لخوفه من تعقبه ومعرفة مكانه وهذا دليل على ما يعيشه من خوف ورعب كعادة المارق ابن لادن من قبله في بياناته، وتابع: حاول البغدادي جر السعودية في خطابه الاستهلاكي التحريضي من أجل إرسال رسالة لكل من يحمل فكره داخل السعودية أن يقوم بدور تحريضي تجاه الشيعة بعد أن شاهد قوة تماسك الشعب السعودي خلف قيادته بجميع أطيافه مما أصاب خططهم بالفشل وأثبت نجاح وقدرة رجال الأمن السعوديين، وبعد أن ثبت لنا أن عملية الدالوة في الأحساء كان يقف خلفها من يجمل فكر «داعش» فهو يحاول إيهام أتباعه أن دولته مازالت قوية وباقية رغم ضربات التحالف الموجعة لها . وأضاف «زاد عليه بمحاولة سبك عملة التنظيم من أجل إضافة الشرعية على دولته الآيلة للسقوط على الرغم من علمهم المطلق أن عملتهم هذه غير معترف بها دولياً وهذه حرب إعلامية، فالكل يعلم أنهم يفقدون القدرة على إدارة نظام مالي وعملتهم لا يستطيعون الشراء بها المواد الغذائية والأساسية وهي غير معترف بها ولا تساوي غير وزنها ثم إنّ اسم التنظيم، كُتب على الشكل التالي «دولة العراق الإسلامية»، وكما هو معروف فالتنظيم يُدعى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، كذلك فإنّ تغيّب كلمة «الشام» لا يُمكن أن يكون عمدًا. وأنّ «كتابة باوند أي جنيه في العربية بدل دينار» يشير أيضًا إلى خطأ، فالعملة المعتمدة في العراق هي الدينار، ولو حاول التنظيم أن يوسع دولته عبر إبعاد كلمة دينار، إلا أنّ تركيبة جملة «One Islamic hundred Pound» «فضيحة بحد ذاتها». وتمّ استعمال اللغتين العربية والإنكليزية في العملة، وربّما استخدمت اللغة الإنكليزية تذاكيًا لشدّ أنظار الغرب. أنّ الورقة النقدية أشبه بالعملة الفلسطينية، وباستخدام برنامج «فوتوشوب» وُضعت عليها صورة زعيم «القاعدة» الهالك أسامة بن لادن من أجل كسب تأييد القاعدة وأنصارها لهم بعد الخلافات التي ظهرت للعلن قبل فترة، ومن أجل أن تكون كل المنظمات التي تدعي الجهادية تحت لوائها. ثم إنّ عبارة التوحيد «لا إله إلا الله» لم تُستخدم في العملة الجديدة المنسوبة ل «داعش» مما يدل على أن الدين هو فقط من أجل الوصول لأهدافهم وأن خلفها أجندة ودول هدفها تدمير الإسلام وضربه من خلال هذا المنظمات الإرهابية المنسوبة إليه.