أحيت فرقة «الفردة» الجزائرية حفلة موسيقية غنائية أمام جمهور كبير من العرب والكنديين، في إطار مهرجان العالم العربي في مونتريال. وأضفت على المسرح الكندي، ألواناً من الموسيقى الصوفية والأغاني الروحانية المستمدة من إيقاعات الصحارى المغاربية وصفاء سحرها وجمالها. نشأت الفرقة في مدينة بشار الجزائرية قرب أحد المزارات الصوفية، وتضم حالياً كوكبة من فناني المغرب العربي (8 عناصر من الجزائر والمغرب وتونس). وتقدم «الفردة» نماذج من فنون التراث الصحراوي والقبلي الذي يتميز بطابع صوفي وروحي، على المسارح العالمية. علماً أن مصطلح «الفردة» في الثقافة المغاربية، قد يعني اللّمة أو التجمع او الإيقاع الذي يتبع القصيدة، أو الضرب على آلة إيقاعية بقدم أحد العازفين. بعدما اعتلى أعضاء الفرقة خشبة المسرح بأزيائهم التقليدية البيضاء الفضفاضة وتقديم التحية للجمهور، افتتحوا السهرة كعادتهم بالصلاة. وتبعتها مقطوعات وأناشيد من المدائح النبوية والذكر والاستغفار، تحتضنها برقة وانسياب أنغام العود والغمبري والقراقب والكمنجة والدربوكة والبانجو والكمان والبندير. وما أن تتوقف تلك الآلات عن العزف وتهدأ القاعة، حتى تتردد في أرجائها صيحات الفرح والإعجاب، يذكّر بحلقات الصوفيين ومجالسهم وأجوائهم الاحتفالية. وعلى هذا المنوال، يتوالى استعراض الوصلات الغنائية والموسيقية النابعة من عمق التراث الصحراوي والقبلي، وتتجسد أحياناً بقالب فني يتماشى مع التقنيات والمؤثرات الغربية. ويتجلى هذا النمط بما قدمه المغني التونسي عبد الرحمن شيخاوي من باقات ملوّنة طعمت بألحان غربية كانت اقرب إلى الراي الشعبي منها إلى الموسيقى الصوفية.