حققت الفرقة الموسيقية المغاربية «سكون» (Sokoun) حضوراً فنياً مميزاً في مهرجان «ليالي افريقيا» السنوي في مونتريال، وجذبت جمهوراً كبيراً من أبناء الجاليات المغاربية والكنديين. وضمت «سكون» العازفين محمد المصمودي على العود وزياد بن عمر على الكمان وجوزيف خوري على الطبلة، وجميعهم مؤلفون موسيقيون وفي رصيدهم الفني ألبوم مشترك بعنوان «زنة». وقدمت طوال يومين متتاليين عروضاً وألواناً وأنماطاً من معزوفاتها الموسيقية التي تميزت بانسياب انغامها السلسة وتدرجها من الشعبي والراي والغناوي الى الإيقاعات الأندلسية والعربية والشرقية الكلاسيكية، وصولاً الى موسيقى الجاز، وكأن أفرادها أرادوا تسليط الضوء على ثقافة موسيقية جديدة تعبر الصحراء الأفريقية الى تخوم البحر الأبيض المتوسط من جهة، وتتعايش مع التقليد والتجديد من جهة أخرى. وعلى رغم تشكيلاتها ومؤلفاتها المستحدثة التي لم تخل من مؤثرات موسيقية أجنبية كالجاز والساكسفون وغيره، فإن الفرقة حافظت على أصالتها الأفريقية وروافدها الثقافية والفنية والتراثية المتمثلة ببعض الألوان الموسيقية مثل «بربانيا» Berbanya وتعني بالبربرية الإيقاع والعزف على الغيثار، و «لا باس» Labess وهي مزيج من موسيقى الغجر والبدو الرحل والفلامنكو والغناوي والشعبي السائدة في الشمال الأفريقي، و «غناوادينا» Gnawadina أو «غنوة الى الأبد» التي تعود الى اصول موسيقية صوفية، أو ما يسمى بموسيقى «النشوة» المستمدة من ايقاعات وألحان مغاربية قديمة تجمع بين المسرح والرياضة الصوفية. ونوّهت صحف كندية بمواهب وعفوية وبراعة «الثالوث المغاربي» الذي عرف الجمهور الكندي على روافد موسيقية لم يألفها، وتجول معه في رحلة فنية من صحارى افريقيا الى شطآن المتوسط.