عشية زيارة ملك المغرب محمد السادس لواشنطن ولقائه المقرر مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الجاري، صعدت جبهة ال «بوليساريو» مواقفها ضد الرباط. ودان الأمين العام للجبهة محمد عبد العزيز «رفض المغرب التقيد بقرارات الشرعية الدولية المتعقلة بتسوية القضية الصحراوية واحترام حقوق الإنسان». وأمل في دعم أميركي للمفاوضات الجارية مع الرباط لحل القضية الصحراوية. وطالب عبد العزيز الذي يطلق على نفسه لقب «رئيس الجمهورية الصحراوية» الحكومة المغربية بالإفراج عن عشرات السجناء الصحراويين، مبدياً أمله في «تحقيق تقدم في المفاوضات لتسوية القضية الصحراوية طبقاً للقرارات الدولية». وأضاف أن «الحكومة الصحراوية وجهت أخيراً رسالة إلى (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري وأبلغته بالمعطيات المتعلقة بتطور القضية الصحراوية والظلم اللاحق بالشعب في الأراضي المحتلة». ويبحث ملك المغرب خلال قمته مع الرئيس الأميركي في 22 الشهر الجاري، في ملفات عدة أبرزها ملف الصحراء. واستبق البيت الأبيض القمة الأميركية – المغربية، الأولى من نوعها، بالإعلان عن دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتكريس الحل السياسي للنزاع في الصحراء. وأضاف أن «سبل التصدي للعنف ودعم الانتقال الديموقراطي والتنمية في أفريقيا والشرق الأوسط» ستكون محور المحادثات بين أوباما والملك محمد السادس. ويقوم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس بجولة جديدة من المحادثات، تشمل في فترة أولى، مفاوضات سرية مع كل من المغرب وجبهة «بوليساريو» كل على حدة. يلي ذلك إشراك كل من الجزائر وموريتانيا في حال أُحرز تقدم في المرحلة الأولى. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن كيري أبلغ نظيره الجزائري رمطان لعمامرة قرار «تأجيل» زيارته للجزائر ب «الاتفاق بين الطرفين» لارتباطه بالمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية عمار بلاني بأن «كل محطات جولة وزير الخارجية الأميركي المقررة خلال الأيام المقبلة أُلغيت». على صعيد آخر، اعتبر رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال، أن فتح الحدود في أقصى جنوب البلاد مع كل من مالي والنيجر وموريتانيا وليبيا ليس على جدول الأعمال حالياً وذلك لأسباب أمنية. وأشار سلال خلال لقاء مع ممثلي المجتمع المدني في ولاية تمنراست (2000 كلم عن العاصمة)، إلى أن فتح الحدود في أقصى الجنوب «يتطلب أيضاً بعض الوقت»، مضيفاً: بإمكان مجرمين أن يتسللوا عبر الحدود وأن يخلقوا مشاكل على الأراضي الجزائرية». ورداً على طلب ممثلي المجتمع المدني في تمنراست لفتح موقت للحدود، قال سلال: «بموافقة رئيس الجمهورية وتحت إشراف الجيش الشعبي ستُفتح هذه الحدود مرة كل شهر وهناك إمكانية بالتشاور مع الجيش لدرس إمكانية فتحها مرتين شهرياً».