جنون كرة القدم كاملاً تجلى في جولة واحدة، أنجبت 17 هدفاً، مخلفة جدلاً واسعاً، ففي حين نجح الأهلي في خطف فوز هادئ وكبير بثلاثة أهداف من دون رد على حامل اللقب الفتح، لم ينجح الشباب بالحفاظ على تقدمه مرتين وتعثره بالتعادل أمام مستضيفه التعاون بثلاثة أهداف لكليهما، فيما حملت مباراة الاتحاد والنهضة جل جنون الجولة التاسعة، فتقدم الاتحاد مرة والنهضة مرة قبل أن يتفق الطرفان على التعادل بأربعة أهداف لكليهما، وسط جدل تحكيمي واسع حول ثلاث ركلات جزاء احتسبها حكم المباراة، اثنتان منها لأصحاب الأرض وواحدة للضيوف. التعاون - الشباب كشف الضيوف عن نواياهم الهجومية باكراً بعد أن حاصروا أصحاب الأرض في الدقائق الأولى، وسدد عبدالمجيد الرويلي كرة من داخل منطقة الجزاء ارتطمت بالقائم (2)، وجاء الرد سريعاً من التعاون بكرتين من طريق سعد اليامي والكاميروني إيفولو نجح وليد عبدالله في إنهاء خطرهما (6)، واستطاع صانع ألعاب الشباب عبدالمجيد الرويلي لعب كرة من فوق المدافعين لتجد المتابع نايف هزازي الذي سددها يمينية داخل الشباك التعاونية (20)، ونجح البرازيلي منيغازوا في تعزيز النتيجة مباشرة بعدما تهيأت له كرة داخل منطقة الجزاء صوبها أرضيه زاحفة داخل الشباك (22). ولم تكتمل فرحة الضيوف بهدف تقليص الفارق من طريق الكاميروني إيفولو، إذ ألغى الحكم الهدف بحجة التسلسل (28)، وأهدر البرازيلي ريتشي هدف تقليص الفارق بعدما تلاعب إيفولو بأكثر من مدافع وحارس المرمى، ومرر كرة داخل خط الستة لم يتمكن ريتشي من اللحاق بها. وفي شوط المباراة، تحسن أداء أصحاب الأرض كثيراً وسيطر على مجريات اللقاء، وتمكن المهاجم الكاميروني إيفولو من تقليص الفارق (50)، وواصل لاعبو التعاون اندفاعهم إلى المناطق الأمامية بغية إدراك هدف التعديل، وسنحت فرص عدة لم يكتب لها النجاح، فيما اكتفى الضيوف في البقاء في مناطقهم الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، حتى تمكن مهاجم التعاون البرازيلي ريتشي من إدراك التعادل من كرة ثابتة (68)، فرحة التعاونيين لم تستمر طويلاً بعد أن تمكن المهاجم الشبابي نايف هزازي من تسجيل الهدف الثالث لفريقه برأسية جميلة (70)، والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة تمكن أصحاب الأرض من إدراك التعادل بعد أن اصطدمت كرة عرضية برأس المدافع الشبابي وليد عبدربه لتسكن الشباك الشبابية (90). الفتح - الأهلي جاءت البداية هادئة من الطرفين، ودانت الأفضلية بعض الشيء لأصحاب الدار، وكاد بدر الخميس يسجل هدفاً باكراً عندما تلقى تمريرة خلف المدافعين من طريق محمد نامي (3)، ولم تدم سيطرة الفتح طويلاً، إذ بسط الأهلي سيطرته الميدانية بفضل تحركات مصطفى بصاص وتيسير الجاسم في منتصف الميدان، وحاول بصاص التسجيل عبر تسديدة قوية أبعدها بصعوبة بالغة الحارس عبدالله العويشير (23). الفتح اعتمد على الهجمات المرتدة التي يندفع خلفها البرازيلي إلتون والكونغولي دوريس سالمو، إلا أنها لم تشكل الخطورة المنتظرة، في المقابل نجح الأهلي في زيادة الضغط الهجومي، وكاد تيسير الجاسم يفتتح التسجيل من تسديدة هائلة ارتطمت بالعارضة. وفي الشوط الثاني، حضرت الإثارة مبكرة عندما تمكن الأهلي من التسجيل في الدقيقة السادسة والخمسين من طريق المدافع منصور الحربي، وزادت أوضاع الفتح سوءاً عندما شهر الحكم فهد المرداسي البطاقة الحمراء للمهاجم بدر الخميس بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية (50). الأهلي لم يجد صعوبة بعد ذلك في إحكام قبضته على مجريات اللعب، وتسابق لاعبوه في إهدار الفرص، إذ أضاع البرازيلي موريس فرصة محققة في مواجهة المرمى (62)، قبل أن يهدر منصور الحربي وفيكتور سيموس فرصتين متتاليتين، وكاد إلتون يعيد فريقه إلى نقطة البداية بعدما تلقى تمريرة ماكرة من حمدان الحمدان، إلا أن البديل عقيل بلغيث نجح في إبعاد الكرة من بين أقدام إلتون (70)، ووسط المد والجزر يستفيد فيكتور سيموس من كرة عائدة من القائم غمزها في حلق المرمى هدفاً ثانياً (75)، قبل أن يضيف البرازيلي موسورو الهدف الثالث (77). النهضة - الاتحاد بحث كلا الطرفين باكراً عن هدف، إذ اعتمدا على الأسلوب الهجومي منذ الصافرة الأولى، وجاءت أولى المحاولات من طريق عماد الدوسري لمصلحة النهضة، إلا أن الكرة أخطأت المرمى، وجاء الرد الاتحادي قاسياً عندما تمكن فهد المولد من تسجيل الهدف الأول (10)، ورفض محترف النهضة البرازيلي رينان إدراك التعادل لفريقه عندما أهدر ركلة جزاء. وفقد الاتحاد المحترف اللبناني محمد حيدر قبل مرور نصف ساعة بسبب الإصابة، ما أجبر المدرب الإسباني على الزج بالمهاجم مختار فلاتة الذي نجح في تسجيل الهدف الثاني مباشرة برأسية جميلة. وفي الشوط الثاني انتفض النهضة وتمكن من تعديل النتيجة في دقيقتين، إذ سجل محمد الداهي الهدف الأول (51)، وعاد الداهي بعد دقيقة واحدة وسجل الهدف الثاني (52)، وتواصلت الأفضلية لأصحاب الأرض وسط ارتباك خطوط الاتحاد وعدم مقدرتها على مجاراة لاعبي النهضة، ما مكن اللاعب عبد الحليم العمودي من تسجيل الهدف الثالث (62). بعد ذلك عاد الاتحاد إلى السيطرة الميدانية، وأجبر أصحاب الدار على العودة إلى مناطقهم الخلفية، ووفق سعود كريري في إدراك التعادل، إلا أن فرحة الاتحاديين لم تكتمل، بعد أن تحصل النهضة على ركلة جزاء سجل منها عبدالحليم العمودي الهدف الثالث، وفي الوقت بدل الضائع أعاد مختار فلاتة الاتحاد إلى نقطة التعادل من ركلة جزاء. مشاهدات تعرض مساعد مدرب النهضة أيمن مخلوف للضرب من لاعب الاتحاد الشاب جمال باجنوح بعد صافرة النهاية، ما تسبب في (شج) في جبين مخلوف، وظهر الأخير في تصريح فضائي مؤكداً أن اللاعب صغير السن وقدم اعتذاره عن تصرفه. رفضت جماهير تعاونية حضور المباراة على رغم وصولها إلى الملعب بعد أن فوجئت بمضاعفة أسعار التذاكر من 20 إلى أربعين ريالاً، وفضلت متابعة المباراة عبر التلفاز. حضر رئيس نادي التعاون محمد القاسم على دكة البدلاء للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة، بينما وجد الرئيس الشبابي في مقاعد الصحافيين في ظل سوء منصة الملعب. الجماهير ألقت عبوات فارغة باتجاه حكم مباراة الاتحاد والنهضة بحسب ما أكده مراسلو القناة السعودية الرياضية. جماهير الاتحاد تجمعت في مظهر احتجاجي حول إدارة ناديها ما دفع إدارة الملعب ورجال الأمن إلى التدخل لتفريقها ومنح أعضاء الجهاز الإداري فرصة مغادرة الملعب. الحظ العاثر لازم مدافع الشباب وليد عبدربه بعد أن ارتطمت الكرة التي أبعدها حسن معاذ بظهره لتلج مرمى فريقه في الدقيقة الأخيرة من المباراة مانحة أصحاب الأرض هدف التعادل، وبدا الاستياء واضحاً على اللاعب.