اتفقت الدول الكبرى وإيران أمس الأربعاء، على عقد جولة جديدة من المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي في نوفمبر، بعد أن قدمت إيران اقتراحاً وصفته بأنه «اختراق» سيسمح «بفحص منشآتها النووية». وقالت إيران إنها تأمل في «مرحلة جديدة مع علاقاتنا» مع المجتمع الدولي بعد يومين من المحادثات التي وصفها مسؤول أمريكي بأنها «الأكثر تفصيلا وصراحة» تجري حتى الآن مع الوفد الإيراني. كما جاء رد الفعل الألماني إيجابيًا، حيث اعتبرت وزارة الخارجية الألمانية أن المفاوضات «عززت» الأمل في تسوية دبلوماسية لهذه المشكلة. وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس الأربعاء من جهتها اتفاق القوى الكبرى وإيران على عقد الجولة الجديدة من المحادثات بشأن برنامج ايران النووي المثير للجدل يومي 7 و8 نوفمبر. وصرحت آشتون للصحافيين في ختام جولة المفاوضات مع إيران «لقد تقرر عقد الاجتماع التالي في جنيف في 7 و8 نوفمبر». وأكدت آشتون أنها تتلو القرار من بيان مشترك غير مسبوق اتفقت عليه بوصفها رئيسة فريق التفاوض الدولي، مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. ويرأس الاتحاد الأوروبي وفد مجموعة 5+1 (روسيا، بريطانيا، الصين، فرنسا، الولاياتالمتحدة إضافة إلى ألمانيا)، التي أمضت 6 سنوات في محاولة التوصل إلى اتفاق مع إيران. ووصف البيان محادثات جنيف التي جرت هذا الأسبوع بأنها «مفيدة وتمهد الطريق إلى الأمام»، واصفة الاقتراح الإيراني «أساسا مقترحا للمفاوضات» و»مساهمة مهمة». والمحادثات التي جرت هذا الأسبوع هي الأولى بين جميع الأطراف المتفاوضة منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يعتبر معتدلًا نسبيًا، خلفا للمتشدد محمود أحمدي نجاد. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «نأمل في أن تكون هذه بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا»، معتبرًا أن مجموعة دول 5+1 أظهرت «الرغبة السياسية» اللازمة للتقدم إلى الأمام. ولم يتم الكشف عن تفاصيل الاقتراح الجديد، إلا أن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي قال إنه يشتمل على «خطوات مناسبة ومتبادلة من قبل الجانبين». وبعد عرض استمر ساعة الثلاثاء قدمه الفريق الإيراني باللغة الانكليزية لأول مرة في المحادثات النووية، قال عراقجي إن الاقتراح «يمكن أن يشكل انفراجا». وقال عراقجي إن الخطة الإيرانية تشتمل على 3 خطوات يمكن أن تحل الخلاف النووي «خلال عام» ويمكن تحقيق أولى تلك الخطوات «خلال شهر أو شهرين أو حتى أقل». وأكد أن إجراء عمليات تفتيش مباغتة لمنشآت إيران النووي هي جزء من الخطوة الأخيرة. بدوره، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في بيان إن «محادثات جنيف تعزز أملنا في أن يصبح التوصل إى حل دبلوماسي ممكنا لتهدئة هواجسنا بالكامل حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني». فيما قال البيت الأبيض إن إيران أظهرت مستوى أكبر من «الجدية» في المحادثات النووية في جنيف بين طهران والقوى الكبرى. وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أن الاقتراح الذي قدمه الإيرانيون في المحادثات كان «مفيدا» وأظهر «مستوى من الجدية والمضمون لم نره من قبل». أما المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف فجاءت تصريحاته مختلفة. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عنه قوله في جنيف «إن النتائج (في هذه الجولة) أفضل منها في الجولة السابقة في آلماتي، ولكن ذلك لا يضمن حدوث مزيد من التقدم، فلا داعي للتسرع في الابتهاج». وأضاف أن «الأمور كان يمكن أن تسير بشكل أفضل». وقد رسمت إيران الخطوط الحمراء وقالت إنها لن تقبل طلبات بتعليق عملياتها لتخصيب اليورانيوم او نقل مخزوناتها من اليورانيوم المخصب الى الخارج. وقال ظريف «لن نتراجع عن حقوقنا، وفي الوقت ذاته نشعر أنه لا حاجة للقلق بشأن برنامجنا النووي، ومن المنطقي تبديد اية مخاوف»، مؤكدا على ضرورة اتخاذ «خطوات متبادلة».