دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى «تصويب خياراتنا السياسية على أساس إعلان بعبدا، ما يؤدي الى إعادة علاقاتنا الدولية الى سابق عهدها واستعادة تدفق الاستثمارات والسياح»، وطالب الطبقة السياسية «بتخفيف التشنج وتحييد لبنان عن الأزمات والمحاور». واذ جاء كلام سليمان غداة قول رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، إن «الوسطية والنأي بالنفس انحياز الى الباطل»، فإن السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي قال رداً على سؤال عن احتمال طلب بلاده من «حزب الله» الانسحاب من سورية، إن «كل المسائل يجب أن تحل في رزمة واحدة ولا يمكن التركيز فقط على نقطة واحدة». وواصل «حزب الله» هجومه على تيار «المستقبل» وقوى 14 آذار أمس، عبر بيان كتلته النيابية (الوفاء للمقاومة)، معتبراً أن «شروط المستقبل حول تشكيل الحكومة تصدر عن تيار متورط في الأزمة الدامية في سورية وهو جزء من أدوات التآمر على استقرارها». كما هاجمت الكتلة تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في السعودية عن أنه يجب عدم السماح ل «حزب الله» بأن يتحكم بمستقبل لبنان. ويأتي البيان قبل أيام قليلة من زيارة سليمان للمملكة العربية السعودية، مطلع الأسبوع المقبل. وعلمت «الحياة» أن قيادة الحزب هدفت من مواقفها المتشددة خلال اليومين الماضيين الى «التحذير من الأخذ بمواقف عدد من الدول، لا سيما السعودية، حيال الوضع اللبناني والحكومة». وتفاعلت أمس في بيروت قضية إقامة إسرائيل محطات تجسس متطورة على الخط الأزرق في جنوبلبنان، التي كان رئيس البرلمان نبيه بري أثارها أول من أمس، عارضاً خرائط وصوراً عن الأبراج التي زرعتها إسرائيل لهذا الغرض. واعتبر وزير الدفاع فايز غصن أن «نشر العدو أجهزة تجسس دليل إضافي على مخططه الرامي الى جعل لبنان لقمة سائغة»، ودعا المجتمع الدولي الى «التحرك لإيقاف القرصنة الإسرائيلية». ورأت كتلة نواب «حزب الله» الامر «إهانة ومسّاً بالسيادة»، معتبرة أن «هذا يستوجب استنفاراً رسمياً ووضع خطة تحرك لمنع العدو من أي اختراق عدواني». وشهدت مكاتب البرلمان اللبناني أمس أول لقاء من نوعه منذ سنوات بين وفدين نيابيين من «التيار الوطني الحر» وكتلة «المستقبل»، في سياق انفتاح التيار على القوى السياسية، ساده «حوار صريح» حول القضايا الخلافية الكثيرة بين الجانبين. وركز وفد «التيار الحر» على «أهمية فصل تفعيل المؤسسات والأوليات اللبنانية عما يجري في سورية»، كما قال النائب إبراهيم كنعان. وعلمت «الحياة» أن «المستقبل» أثار تصريحات النائب رعد الأخيرة، معتبراً أنها تعبّر عن الاستقواء على الآخرين، فيما شدد وفد التيار على رفض التدخل في الأزمة السورية من أي من الفرقاء. وقال النائب عاطف مجدلاني باسم «المستقبل» إن وفده طرح تشكيل حكومة حيادية والتزام إعلان بعبدا، وتحييد لبنان، وانسحاب «حزب الله» من سورية. وكان اللقاء بداية حوار سيتواصل، خصوصاً أنه لم يحصل اتفاق على المواضيع الخلافية. وعلى الصعيد القضائي، أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول في بيروت رياض أبو غيدا، كما هو متوقع، مذكرة استدعاء في حق رئيس الحزب العربي الديموقراطي النائب السابق علي عيد، لاستجوابه في مسألة التورط في تهريب سائقه أحمد العلي أحد المتهمين بوضع السيارة المفخخة التي انفجرت أمام مسجد التقوى في طرابلس في 23 آب (أغسطس) الماضي. ويسود مدينة طرابلس ترقب أمني وسط تدابير أمنية مشددة يستمر الجيش في اتخاذها، خصوصاً أن أنصار عيد كانوا لوّحوا بالقيام بتحرك احتجاجي على استدعائه، لم يحظ بترخيص من وزارة الداخلية.