أبرم نائب رئيس الحكومة المصرية للشؤون الاقتصادية وزير التعاون الدولي زياد بهاء الدين، مع نائب رئيس «البنك الدولي» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انغر أندرسون، عقداً لبناء محطة جنوب حلوان لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الغاز النظيف. ويعزز المشروع الاستثمارات العامة في مجال الطاقة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر، فضلاً عن أنه سيساهم بفعالية في دعم التنمية الاقتصادية، وتلبية حاجات المواطنين، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم. وأوضحت أندرسون أن المشروع من شأنه أن يساهم ب10 في المئة من توليد الطاقة الكهربائية المستهدفة بحلول عام 2018، إضافة إلى خلق أكثر من أربعة آلاف فرصة عمل. ويأتي هذا المشروع كجزء من برنامج أشمل يستهدف تقديم الدعم لمصر لمواجهة تحديات الطاقة. وشارك «البنك الدولي» في الكلفة الإجمالية للمشروع بنحو نصف بليون دولار، فضلاً عن مساهمات من بعض الشركاء الإقليميين، ومنهم «بنك التنمية الإسلامي» و«بنك الكويت للتنمية الاقتصادية العربية» و«الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية». وكان بهاء الدين زار واشنطن والتقى مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز لاستعراض ما تحقق في مصر من خريطة الطريق الدستورية، خصوصاً مع اقتراب موعد انتهاء إعداد مسودة الدستور والبدء في الاستعداد للاستفتاء الشعبي عليه، ما يعد خطوة كبيرة وحاسمة على طريق العودة إلى المسار الديموقراطي، كما تناول اللقاء أيضاً التشاور بشأن البرنامج الاقتصادي للحكومة والقائم على زيادة الإنفاق الاستثماري العام من أجل تعزيز الإنتاج والتشغيل خلال المرحلة الانتقالية. وعقد بهاء الدين لقاء مع ممثلي عدد من الشركات الأميركية الكبرى المستثمرة في مصر، واستعرض معهم تقديرهم وقراءتهم للوضع الاقتصادي، وكذلك العقبات والمشاكل والتحديات التي تواجههم نتيجة للتباطؤ الاقتصادي في السنوات الأخيرة وتعثر اتخاذ القرارات الإدارية، وأكدوا التزامهم البقاء في السوق المصرية وتنمية نشاطهم خلال الفترة المقبلة. والتقى أعضاء مجلس الأعمال المصري - الأميركي بحضور ممثلي نحو 30 شركة أميركية، وأكد بهاء الدين أن الاقتصاد المصري سيظل يشجع القطاع الخاص ويعتمد عليه في تحقيق التنمية الاقتصادية، ولكن في إطار من العدالة والحماية الاجتماعية والمراجعة الجادة لقوانين الشركات والاستثمار، مشدداً على أن المساندة التي تلقتها مصر من الدول العربية لن تمنع إرجاء اتخاذ القرارات لتحقيق الإصلاحات بل دافعاً للقيام بها. وناقش بهاء الدين مع مدير «هيئة المعونة الأميركية» راجيف شاه، وضع المعونة الاقتصادية. واتُّفق على ضرورة استغلال الفرصة لإجراء مراجعة وتقويم شاملين لأثر المعونة الأميركية الاقتصادية على مصر خلال الأعوام الماضية وكيفية تطوير آليات استخدامها في المرحلة المقبلة، وضرورة التشاور في الأسابيع المقبلة حول أولويات العمل وآلياته للسنوات المقبلة مع التركيز على توجيه المعونة إلى التنمية البشرية، خصوصاً في مجالي التعليم والصحة وفي تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة.