اختتم أمس وفد صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، برئاسة المدير العام، سليمان جاسر الحربش، زيارة رسمية إلى العاصمة المصرية، القاهرة، دامت يوماً واحداً، التقى خلالها برئيس الوزراء، د. حازم الببلاوي، ونائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي، د. زياد بهاء الدين، ووزير الكهرباء والطاقة، المهندس أحمد إمام، وعدد من كبار مسؤولي الدولة، حيث تم استعراض ومراجعة مشروعات أوفيد قيد التنفيذ وبحث آفاق وسبل تعزيز المزيد من التعاون المستقبلي وفقاً لمتطلبات المرحلة الحالية وأولويات الحكومة المصرية. وتُوجت الزيارة بالتوقيع على اتفاقية قرض جديد قيمته 70 مليون دولار أمريكي لدعم مشروع إنمائي هام يستهدف توفير إمدادات الطاقة الكهربائية إلى مختلف أنحاء مصر. وقد وقع الحربش الاتفاقية مع الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ووزير التعاون الدولي نيابة عن حكومة جمهورية مصر العربية، وشهد مراسم التوقيع الدكتور حازم الببلاوي والمهندس أحمد إمام وعدد من كبار مسؤولي الدولة. ويهدف هذا القرض إلى ال شاركة في تمويل مشروع محطة كهرباء جنوب حلوان لتوفير إمدادات كهربائية مستدامة وموثوقة وذات كفاءة عالية في أشد المناطق احتياجاً للطاقة في مصر، وذلك من خلال إضافة مولد جديد لشبكة الكهرباء القائمة يشمل ثلاث وحدات بخارية طاقتها 1950 ميجاوات. وفي كلمته خلال مراسم التوقيع، علق الحربش أهمية كبيرة على هذا المشروع الذي يأتي تماشياً مع الأهداف الإستراتيجية العامة للحكومة المصرية الساعية لتلبية تزايد الطلب على الطاقة الكهربائية على نحو مستدام، مشيراً إلى أنه يأتي في إطار إستراتيجيات أوفيد للقضاء على فقر الطاقة، التي عرفها بان كي مون عام 2012 في مبادرته الأخيرة، الطاقة للجميع، بالخيط الذهبي الذي يربط أطراف التنمية المستدامة وهي الاقتصادية والاجتماعية والبيئوية.» وتضامناً مع شعب مصر الشقيق، قال الحربش «إننا على وعي تام بما تمر به مصر العزيزة هذه الأيام، وانعكاسات كل ذلك على اقتصادها، ونشعر بالارتياح والأمل لما نسمعه من تعاون وثيق بين مصر وكل من المملكة ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجميعها من البلدان الأعضاء في أوفيد.» وأثنى الحربش على رئيس وزراء مصر ورؤيته الاقتصادية طويلة الأجل مستشهداً بمقالته (لن تكون نزهة)، مؤكداً على أن «من يعمل في حقل التنمية الاقتصادية يعلم تمام العلم أنها فعلاً لن تكون نزهة،» واستطرد مستبشراً، «ولكن ما يبعث الأمل هو وجود هذا الرجل في دفة القيادة، أعانه الله على تنفيذ ما نادى به خاصة في مقالته (إنه الاقتصاد يا أخي)، عندما قال بحق أن التقدم الاقتصادي هو وليد المزج بين الكفاءة والعدالة، وأن العدالة هي بوليصة تأمين لاستمرار النظام وتقدمه.» ومن جانبه، أعرب د. حازم الببلاوي عن تقدير حكومة مصر لحرص أوفيد على مساندة الاقتصاد المصري خلال تلك المرحلة الهامة التي تمر بها البلاد وتطلعه لمزيد من التنسيق والتعاون مع أوفيد. وقد تناولت المحادثات عدداً من القضايا والموضوعات المتعلقة بالمستجدات الإقليمية والدولية على صعيد التنمية المستدامة، وعلى رأسها قضايا الطاقة والمياه، فضلاً عن بحث استراتيجيات الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية وبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وتخللت الزيارة استعراض لمختلف أنشطة وبرامج أوفيد الإنمائية التي تولى اهتماماً بالغاً لمجالات الأمن الغذائي وتوفير الطاقة والبنى التحتية الأساسية وبحث سبل تطوير التعاون بين الطرفين في هذا الصدد.