اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان بأنها ليلة القدر. فهل لهذا التحديد أصل؟ وهل عليه دليل؟ - نعم لهذا التحديد أصل، وهو أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه. ولكن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً أن ليلة القدر في العشر الأواخر ولاسيما في السبع الأواخر منها، فقد تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ليلة خمس وعشرين، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون ليلة تسع وعشرين، وقد تكون ليلة الثامن والعشرين، وقد تكون ليلة السادس والعشرين، وقد تكون ليلة الرابع والعشرين. ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم من فضلها وأجرها؛ فقد قال الله تعالى: «إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ». وقال عز وجل: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِي حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ». ابن عثيمين *** أي تقوى لهذا الذي يجمع الحسنات في النهار؛ من صيام وصلاة وصدقة وقراءة للقرآن، ثم في الليل يصير عبدًا لشهوته، وإذا دعي إلى صلاة التراويح والقيام، تعلل بالحمى والأسقام، وتأخر عن نداء أرحم الراحمين. ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش! ورب قائم حظه من قيامه السهر! *** من الأشعار الجميلة التي قيلت في ذم بخلاء الصائمين قول الشاعر: أتيت عمرًا سحرًا/ فقال إني صائم. فقلت إني قاعد/ فقال إني قائم. فقلت آتيك غدًا فقال صومي دائم. ومن ذلك ما قال أبو نواس يهجو الفضل قائلاً: رأيت الفضل مكتئبًا/ يناغي الخبز والسمكا. فأسبل دمعة لما/ رآني قادمًا وبكى. فلما أن حلفتُ له/ بأني صائم ضحكا. *** تطوف الأرض خارج الغلاف الجوي أكثر من أربعين مرة، ومع ذلك فيمكن للصائم إذا كان من رواد الفضاء أن يفطر بتوقيت المحطة التي غادرها، ويستفاد ذلك من أحاديث نبوية عدة منها أحاديث الدجال، ويعد الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء حاز شرف صوم رمضان في الفضاء.