أوضح الأخصائي النفسي فهد العنزي خلال حديثه إلى «الحياة» أن غالبية الأسر لا تتعاون مع مرضاها المشردين في علاجهم، مرجعاً السبب إلى الخوف من الفضيحة، أو لفقدهم الأمل من شفائهم، أو لعدم قدرتهم على السيطرة عليهم، مضيفاً: «الحقيقة أنهم فئة تحتاج للعناية الكبيرة من الجميع، كل في مجاله، لأنهم مرضى لهم الحق المجتمعي الذي يخولهم للاستفادة من الخدمات النفسية والاجتماعية في المجتمع، وبالتالي يتطلب علاجهم وتوفير الخدمة التي تساعدهم على الاستقرار». وأشار إلى أن المجتمع يعاني من أمراض نفسية غير مشخصة، إذ يوجد الكثير من الحالات النفسية التي تعاني منها الأسر والمجتمعات، موضحاً أن الخطورة تكمن في عدم تشخيص وعلاج الأمراض، والتي تؤدي بدورها إلى فقدان الاستجابة للعلاجات. وأضاف: «أسباب عدم تشخيص الحالات النفسية كثيرة، وأهمها الخوف من الوصمة والفضيحة، وعدم لجوء العديد من الأفراد إلى الأطباء، والتعويض عنها باللجوء إلى المعالجين الشعبيين، والاستماع لنصائح غير المتخصصين وعامة المجتمع». وبين أن غالبية المرضى المشردين في الشوارع ممن أصيبوا بمرض انفصام في الشخصية، واصفاً المرض ب«الدهائي» لحدوثه في العقل وليس في الشخصية كما هو معتقد، إضافة إلى كونه مرضاً مزمناً يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية والعقلية التي تؤدي إلى اضطراب وتدهور في الشخصية والسلوك، والتي تتمثل في اضطراب التفكير، الوجدان، الإدراك، الإرادة، والسلوك، مشيراً إلى وجود مرضى مشردين من فئة المدمنين والمشخصين بالاضطراب الذهني الناتج من التعاطي، إضافة إلى المتخلفين عقلياً.