تعاني محافظة السويس المصرية من نسبة بطالة مرتفعة، على رغم أهميتها الاقتصادية ومواردها الكثيرة، فالسويس التي تُعتبر قلب مصر، منها انطلقت شرارة ثورة 25 يناير 2011، وعلى أرضها سقط أول شهيد في البلاد. كما أن لها أهمية اقتصادية عظيمة، إذ أنها تضم أكبر تجمع لشركات البترول في مصر، و3 موانئ ضخمة، وشركات شمال غرب خليج السويس. وعلى رغم ذلك تعتبر مكافحة البطالة أقدم مطلب لأهالي السويس قبل ثورتي 25 يناير، و30 يونيو. وفي هذا الصدد يقول المؤرخ السويسي حسين العشي، إن بعض القيادات السياسية المنتمية إلى الحزب الوطني، وفي الوقت نفسه من أصحاب المشروعات في المحافظة، استغلوا مناصبهم في الدعاية الانتخابية على حساب الشعب. ويستشهد بشركات أحمد عزّ الذي كان غالبية الموظفين لديه من أبناء محافظة المنوفية، وهي دائرته الانتخابية. ويقول محمود حمدي، الناشط ضمن القوى الثورية في السويس، إن أحد مطالب أبناء المنطقة بعد الثورة هو وقف الهجرة الداخلية إليها، وجعل الأولوية في الوظائف لأبناء المحافظة، الذين يعانون من البطالة. ولم يسعَ المسؤولون الرسميون إلى حلّ هذه المشكلة، واقتصرت المعالجة على مبادرة "وهمية" من إحدى الإدارات. ففي محاولة من مديرية الشباب والرياضة لحل أزمة البطالة، نُظّم ملتقى توظيف في المحافظة. وحينما تقدّم عدد من الشبان، اكتشفوا أن العملية وهمية. وسادت حالة من الغضب في صفوف أبناء المحافظة الذين طالبوا بحقهم في التوظيف، ما دفع قوات الشرطة لإطلاق قنابل الغاز على عشرات الآلاف من الشبان الراغبين بالحصول على وظيفة. وكشفت هذه الحادثة نسبة البطالة في السويس، وانحدار المستوى المعيشي، وقسوة التعامل الأمني، وانتشار الأمية. وأصدرت القوى السياسية في السويس بياناً عقب الأحداث يُطالب بإقالة مدير الشباب والرياضة جمال حسب النبي، الذي حملوه مسؤولية خداع الشباب، وادّعاء وجود فرص عمل لهم، ما تسبب بحصول مشادات بين الأمن والمواطنين.