عاودت أسعار الدواجن المحلية المبردة ارتفاعها مجدداً في الأسواق وزدات بنسبة 16 في المئة خلال الأيام الماضية، إذ ارتفع سعر الدجاجة البالغ وزنها واحد كيلوغرام بواقع ريالين من 12 إلى 14 ريالاً، ما أرجعه مستثمرون في قطاع الدواجن إلى الأمراض التي تصيب مزارع الدواجن، إذ تسببت في نفوق أعداد ليست قليلة. وأوضح مستثمرون في حديثهم إلى «الحياة» أن الأمراض التي تصيب مزراع الدواجن تؤدي إلى نفوق 40 في المئة من الدواجن في بعض المزارع، ما يدفع بعض المستثمرين إلى رفع الأسعار أو الخروج من السوق، متوقعين أن تظل أسعار الدواجن مرتفعة حتى انتهاء فصل الشتاء، وأن يصل سعر كيلو الدجاج المحلي المبرد إلى أكثر من 16 ريالاً خلال الشتاء لتعويض الخسائر. وعزا المستثمر في قطاع الدواجن فهد الحمودي ارتفاع أسعار الدواجن بنحو ريالين للدجاجة الواحدة التي يصل وزنها إلى كيلوغرام في هذه الفترة إلى «الأمراض وما ينتج منها من نفوق في بعض مزارع الدواجن يصل إلى 40 في المئة، ما يكبد المستثمرين خسائر كبيرة تجبرهم على رفع الأسعار لتعويض تلك الخسائر حتى لا يخرج بعض المنتجين من السوق». وتوقع الحمودي في حديثه إلى «الحياة» أن تظل أسعار الدواجن مرتفعة خلال الفترة المقبلة بسبب زيادة معدلات النفوق في المزارع الناجمة عن الأمراض، مشيراً إلى أنه سيتم سد النقص من الدواجن المحلية عبر الاستيراد من الخارج. وقال الحمودي ل«الحياة»: «إن الأمراض الموسمية التي تصيب الدواجن، خصوصاً في دول مثل السعودية ومصر وسورية ترفع نسبة الفاقد في مزارع الدواجن، خصوصاً في فصل الشتاء»، مشيراً إلى أن «التحصينات الموجودة في السوق المحلية تأتي من أوروبا وهي غير مناسبة للأمراض الموجودة في السعودية، وطلبنا في العديد من المناسبات من وزارة الزراعة إنشاء مختبرات لدرس أمراض الدواجن في السعودية، وإيجاد لقاحات مناسبة لها، وعدم الاعتماد على اللقاحات المستوردة غير المناسبة لمزارع الدواجن في السعودية». واتفق رئيس منتجي الدواجن في عنيزة يوسف الدخيل في حديثه إلى «الحياة» مع الحميدي وأكد أن «ارتفاع نسبة النفوق في مزارع الدواجن سبب رئيس في ارتفاع الأسعار، فهناك فاقد في المزارع بشكل كبير يصل إلى 40 في المئة في كل مزرعة»، مشيراً إلى أن مشاريع الدواجن في عنيزة تعاني من كثرة الفاقد. وانتقد الدخيل عدم تطوير مزارع الدجاج في المملكة، وقال: «المزارع في السعودية تعاني من عدم التطوير، وبعض المزارع يرجع تاريخ إنشائها إلى أكثر من 30 عاماً، وبالتالي تتعرض هذه المشاريع للأمراض والخسائر، خصوصاً في أوقات الشتاء، كما أن نسبة الفاقد في تزايد مستمر». وتابع الدخيل: «لا يوجد مشروع دواجن بمأمن من اقتحام الفيروسات، والأسعار ستظل مرتفعة حتى انتهاء موسم الشتاء، وقد يرتفع سعر الكيلو إلى 16 ريالاً». وأيد المستثمر في قطاع الدواجن عبدالمجيد العقيل ما ذهب إليه الحميدي والدخيل وأكد أن «الأمراض الموسمية في الشتاء هي السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار، إضافة إلى زيادة سعر العلف وأجور العمالة من 1200 ريال إلى 2500 ريال شهرياً، خصوصاً أن مكاتب العمل لا تعطي التأشيرات الكافية لأصحاب المشاريع، ما يضطرهم إلى استئجار العمالة بأجور مرتفعة». ورجح العقيل في حديثه إلى «الحياة» أن تظل أسعار الدواجن مرتفعة حتى انتهاء فترة الشتاء وانخفاض الفاقد من الدواجن في المزارع، وقال إنه من المتوقع أن يصل سعر الكيلو إلى أكثر من 16 ريالاً خلال فصل الشتاء لتعويض الخسائر. وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أن السعودية تستهلك أكثر من 8 ملايين بيضة يومياً، وأكثر من مليوني دجاجة، إذ يتجاوز حجم الاستثمار في قطاع الدواجن بالسعودية عبر أكثر من 500 مزرعة أكثر من 31 بليون ريال، ويبلغ الاكتفاء الذاتي من الدجاج نحو 42 في المئة، فيما حققت المملكة الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة.