لم يتمالك أحمد المشعل نفسه وهو يحاسب على طبق بيض اشتراه أمس ب14 ريالاً، إذا بدأ يتمتم بكلمات عن إمكان مقاطعته البيض، أسوة بمقاطعته الدجاج منذ أسبوعين، بعد ارتفاع أسعاره إلى 13.5 ريال للكيلو المبرد، و140 ريالاً لكرتون الدجاج المجمد. وقال المشعل: «التسعيرة الجديدة للدجاج والبيض جعلتني أخرجهما من وجباتي الغذائية، إذ من الصعب أن أتماشى مع هذه الارتفاعات ودخلي الشهري بسيط، ولا أستطيع مجاراة موجة الغلاء في أسعار الدواجن ومشتقاتها التي ارتفعت بشكل مستمر طوال الشهر الماضي». ولم يكن المشعل الوحيد من ذوي الدخل المحدود في السعودية الذي قرر مقاطعة الدواجن و«بيضها»، إذا عملت عائشة أحمد على تقنين استخدام البيض في الوجبات الغذائية التي تعدها لأسرتها، خصوصاً بعدما اشترت طبق بيض الدجاج قبل يومين ب14 ريالاً، بدلاً من 10 ريالات سعره السابق. وتقول: «يدخل البيض في عدد من مكونات الأطباق التي أطهوها لأسرتي، ومع ارتفاع سعره أصبحت أقلل من استخدام بعض أصناف الأطعمة التي يدخل ضمن مكوناتها، إضافة إلى الاستغناء عنه كوجبة رئيسة في الإفطار الصباحي لأسرتي». أما فهد حسن فأعلن منذ بداية ارتفاع أسعار الدجاج أنه مقاطع له بالدرجة الأولى، وهذا جعله ينهي علاقته بمحال بيع وجبات الرز البخاري التي كان زبوناً دائماً لها في السابق. ويقول: «تستهويني وجبة دجاج الشواية التي كنت أتناولها في الأسبوع أكثر من مرة، ولكن مع وصول سعرها إلى 16 ريالاً من 12 ريالاً قبل شهرين، قاطعت تلك المحال، خصوصاً أن التسعيرة الجديدة لا تناسب إمكاناتي». في المقابل، أشار بائع تجزئة في محال لبيع الدواجن ومنتجاتها عصام أبوأحمد، في حديثه إلى «الحياة»، إلى أن أول سؤال يبادره به المستهلك هو: كم سعر الدجاج اليوم وسعر طبق البيض؟ وقال: «الارتفاع المتواصل لأسعار الدجاج ومشتقاته جعل أكثر تساؤلات المستهلكين عن الأسعار، بغض النظر عن وزن الدجاجة أو مميزات البيضة وحجمها». وأرجع سبب ارتفاع أسعار الدجاج ومشتقاته في أسواق التجزئة إلى عدم وصول الكميات الكافية إلى أسواق التجزئة، وقال: «منذ ما يقارب الشهر هناك شحٌّ في توافر الدجاج والبيض، إذ إن هناك نقصاً في ما يصلنا بنسبة 50 في المئة، فعلى سبيل المثال في حال طلب 100 دجاجة مبردة أو حية لا يصل إلا 50 فقط، وهذا سبب في قلة المعروض». ونوّه إلى أن أسعار الدجاج المبرد لم تزد كثيراً قياساً بالمجمد، إذ لا تزال الزيادة تراوح بين ريال وريالين للدجاجة المبردة وبحسب الوزن. غير أنه استدرك بالقول: «لكن مع نقص المعروض في الأسواق، فإن من المتوقع ارتفاعه، خصوصاً أن هناك بوادر لارتفاع في الأسعار بسبب غلاء الأعلاف». وأضاف: «أما بالنسبة إلى الدجاج المجمد فإن الارتفاعات كبيرة، إذ وصل سعر الكرتون الذي كان يباع في السابق ب85 ريالاً إلى 140 و142 ريالاً»، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الدجاج المجمد كان له تأثير كبير في سوق الأطعمة الجاهزة والمطاعم التي تستخدم هذا النوع من الدجاج، ما أسهم في ارتفاع أسعار الوجبات الغذائية التي يكون فيها الدجاج عنصراً رئيساً، ومحال البخاري ودجاج الشواية.