جاء في حصيلة نشرتها وزارتا الدفاع والصحة العراقيتين امس، ان 964 شخصاً لقوا حتفهم جراء هجمات مسلحة شهدتها البلاد خلال الشهر الماضي، بينهم 855 مدنياً و111 من عناصر الجيش والشرطة، وأشارت الى إصابة 1600 آخرين، منهم 1445 مدنياً و155 من عناصر الأمن. وجاء إعلان الوزارتين متزامناً مع زيارة المالكي واشنطن، حيث دعا إلى «حرب عالمية ثالثة علي الإرهاب». وقال وزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني في بيان امس، على هامش مؤتمر اللجنة الدولية لشؤون المفقودين في هولندا، حصلت «الحياة» على نسخة منه ان» حجم الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراق من تنظيم القاعدة والتكفيريين يوضحها عدد الشهداء والجرحى والمفقودين منذ عام 2004 ولغاية عام 2013»، مشيراً إلى أن «عددهم بلغ 38968 شخصاً فيما بلغ عدد الجرحى 191810، في حين بلغ عدد المفقودين 16465». وجاءت هذه الأرقام مخالفة لبيان كان الناطق باسم الحكومة علي الدباغ أعلنه نهاية شباط (فبراير) 2012 حين أكد مصرع أكثر من 69 ألف شخص، 239 ألف جريح بين عامي2004 و2011، مشيراً إلى أن «هذه الأرقام تمثل إجمالي عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة أعمال الإرهاب والعنف والأعمال العسكرية». ولفت الدباغ إلى أن «أعلى عدد للشهداء في العراق كان عام 2006 حين بلغ 21.539 شهيداً و39.329 جريحاً بينما كان الأقل عدداً عام 2011 (2777 شهيداً)». ودعا السوداني المجتمع الدولي إلى «دعم جهود الحكومة العراقية في محاربة دعاة التكفير والتطرف الديني والكراهية ومساندتها في تبنيها سياسة التسامح ونبذ ازدراء الأديان وتدريب الكوادر العراقية العاملة في مجال البحث والتحري عن مصير المفقودين». وشدد على ضرورة «تجريم فكر حزب البعث وحظره والاعتراف بمسؤوليته عن كل الجرائم التي اقترفها بحق أبناء الشعب العراقي ودول الجوار». في واشنطن (أف ب) دعا المالكي الخميس في اليوم الثاني من زيارته واشنطن المجتمع الدولي إلى شن «حرب عالمية ثالثة» على «فيروس» تنظيم «القاعدة» الذي تزايدت وتيرة هجماته في العراق في الآونة الأخيرة. وقال في كلمة أمام منظمة «انستيتيوت اوف بيس» للأبحاث: «نريد حرباً عالمية ضد الإرهاب»، واصفاً تنظيم «القاعدة وفروعه ب «الفيروس» الذي ينفخ «هواء فاسداً» في كل المنطقة. وأوضح ان العالم «شهد حربين عالميتين، نريد حرباً عالمية ثالثة ضد اولئك الذين يقتلون شعبنا ويريدون سفك الدماء»، مقترحاً ان تستضيف بلاده مؤتمراً دولياً لمكافحة الإرهاب. وكان المالكي التقى في واشنطن الأربعاء نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي استضافه على فطور وجدد خلاله «التزام الولاياتالمتحدة تزويد العراقيين معدات من اجل محاربة تنظيم القاعدة». من جهة ثانية التقى المالكي الخميس وزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس اركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية في بيان ان المالكي وهيغل وديمبسي «بحثوا في الوضعين السياسي والأمني في العراق (...) وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي الأميركي-العراقي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة». وجدد المالكي تأكيد حياد بلاده في الحرب الدائرة في سوريا المجاورة والتي يخشى كثيرون ان تعبر حممها الحدود الى العراق. وأضاف ان «كل جهودنا يجب ان تتركز على منع تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية اخرى من الانتصار».