يكبد الجيش الكونغولي مدعوماً بجنود الأممالمتحدة مقاتلي حركة «أم 23» الهزيمة تلو الأخرى منذ أسبوع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية حيث لم يعد المتمردون يسيطرون سوى على منطقة صغيرة قريبة من الحدود مع رواندا وأوغندا. وصرح قائد قوات الأممالمتحدة لاستقرار الكونغو الديموقراطية (مينوسكو) مارتن كوبلر أول من أمس، عبر تواصل بالفيديو مع مجلس الأمن: «تخلت أم23 أمس عن كامل مواقعها تقريباً». وأضاف: «إنها تقريباً نهاية أم23 عسكرياً». واستعادت القوات الكونغولية صباح أمس، من دون عناء ثكنة «رومانغابو» العسكرية الاستراتيجية الواقعة على مسافة 40 كلم شمال غوما، عاصمة ولاية شمال كيفو، التي تزخر بالموارد الطبيعية والمنجمية. وكانت تلك الثكنة التي سيطرت عليها «أم23» منذ أكثر من سنة، تُستخدم مركزاً لتدريب الجيش وتُعتبر آخر عقبة على طريق بوناغانا عند الحدود الأوغندية، حيث أقام مسؤولو حركة التمرد السياسيين قاعدتهم قبل سنة. وكان الجيش الكونغولي سيطر أول من أمس، على الطريق الرابطة بين غوما وروتشورو وكوانجا على مسافة ثمانين كلم شمالاً بعد السيطرة على آخر جيب مقاومة في كيبومبا (25 كلم شمال غوما). واستؤنف المعارك بين حركة أم23 والجيش يوم الجمعة الماضي، بعد هدنة دامت شهرين تقريباً وبعد أربعة أيام من تعليق مفاوضات السلام بين المعسكرين في كامبالا. ودعت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا إلى استئناف المفاوضات لكن الحكومة التي أعربت مراراً عن عزمها في القضاء على حركة التمرد، لا تبدو مستعدة للتوقف الآن بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في استعادة المناطق المحتلة من الحركة. وصرح وزير الدفاع الكونغولي الكسندر لوبا نتامبو: «لا أرى أحداً يستطيع أن ينهض ويقول لنا توقفوا». وقبل ذلك بقليل حذر الموفد الأميركي الخاص إلى منطقة البحيرات الكبرى راسل فينغولد، لدى مروره بباريس من «برميل بارود»، مؤكداً أن «هناك مخاطر كبيرة في الاستمرار بهذا الشكل والاعتقاد أن الحل العسكري هو الرد الوحيد، قد يجلب قوى أخرى وقد يؤدي إلى حروب متقاطعة». ولم يوفر أي من الجانبين حصيلة ضحايا المعارك، في حين أفاد طبيب طلب عدم كشف اسمه أن «في مستشفى روتشورو تلقينا عشرة جرحى توفي أحدهم، وكانوا جميعاً مدنيين». وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة أن نحو 22500 نازح وصلوا قرب غوما، فر معظمهم من «كيبومبا وضواحيها منذ نحو عشرة أيام عندما شاهدوا الاستعدادات العسكرية». واعتبر حاكم شمال كيفو أن هجوم الجيش الكونغولي يجب أن يتواصل. وأضف: «سقط كثير من القتلى، ولا بد أن يلقي المتمردون السلاح». وتتهم الأممالمتحدة وكينشاسا باستمرار أوغندا ورواندا، على رغم نفيهما، بدعم حركة التمرد التي بات عدد مقاتليها، بحسب مصادر عسكرية أجنبية لا يتجاوز الألف، بينما كان عددهم يُقدَّر ب1700 في آب (أغسطس) الماضي. ويُذكر أن حركة 23 آذار (مارس) نشأت من حركة عصيان أطلقها في نيسان (أبريل) 2012 متمردون سابقون معظمهم من التوتسي أُدمجوا في الجيش الكونغولي في عام 2009 بعد اتفاق سلام.