أعلنت طهران فتح «صفحة جديدة» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد طرحها خلال محادثات دامت يومين في فيينا، أفكاراً «بنّاءة» هدفها «حسم» المسائل العالقة لتسوية الملف النووي الإيراني. ورأس وفد الوكالة نائب مديرها العام الفنلندي تيرو فارجورانتا، فيما قاد وفد إيران مندوبها لدى الوكالة رضا نجفي. وورد في بيان مشترك للوكالة وإيران بعد الاجتماع الثاني عشر بين الطرفين، أن وفدي الجانبين «عقدا اجتماعاً مثمراً جداً في شأن قضايا سابقة وحاضرة»، مضيفاً أن «إيران قدّمت اقتراحات جديدة لتدابير عملية تشكّل إسهاماً بنّاءً لتعزيز التعاون والحوار تمهيداً لإيجاد تسوية لكل المسائل العالقة». وزاد أن الطرفين اتفقا «بعد محادثات عميقة»، على «عقد اجتماع جديد في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) في طهران، لمتابعة هذا التعاون». وقال نجفي: «بتقديم إيران هذه الاقتراحات، تمكّنا من فتح صفحة جديدة من التعاون» مع الوكالة. وأضاف: «اقتراحنا عملي وهدفه تسوية القضايا العالقة بين إيران والوكالة». وأشار إلى أن هذا الاقتراح «لا يرتبط» باقتراح طرحته إيران خلال جولة محادثات في جنيف مع الدول الست المعنية بملفها النووي. ولفت إلى أن خبراء من الجانبين «دخلوا في مناقشات حقيقية خلال هذه المفاوضات»، معلناً رفضه الإطار السابق للمفاوضات. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن «مصدر مقرّب» من الوفد الإيراني في فيينا، أن طهران والوكالة «توصلا إلى اتفاق» حول إطار جديد للمفاوضات. ونبّهت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إلى أن «الخطوط الحمر» لطهران «ليست مطروحة على طاولة البحث» في المفاوضات مع الدول الست، مضيفة أن «توجّه إيران قائم على تحديد جدول زمني، ونأمل بأن نصل إلى النتيجة المطلوبة في اقرب فترة ممكنة». إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ناقشا الملف الإيراني خلال اتصال هاتفي. تزامن ذلك مع رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري دعوات تل أبيب إلى التشدّد مع طهران، إذ قال إن أمام الولاياتالمتحدة «فرصة لمحاولة اختبار إيران، لمعرفة هل لديها حقاً رغبة فعلية في مواصلة برنامج (نووي) محض سلمي، وهل ستمتثل لمعايير المجتمع الدولي في جهدها لإثبات ذلك للعالم». وأضاف: «أعتقد بأن فكرة أن الولاياتالمتحدة، كونها دولة مسؤولة حيال البشرية جمعاء، لن تتقصى هذا الاحتمال، ستكون أمراً في غاية اللامسؤولية». ولفت إلى أن «بعضهم اقترح أن هناك خطأً ما» في منح الديبلوماسية فرصة، وزاد: «لن نستسلم أمام تكتيكات قوى التخويف هذه». «جيش العدل» على صعيد آخر، أعلن قائد قوات حرس الحدود في إيران الجنرال حسين ذوالفقاري، أن قواته قتلت في اشتباك 4 من أعضاء تنظيم «جيش العدل» التي تبنّى قتل 17 من حرس الحدود الإيرانيين في هجوم على معبر حدودي في إقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران على الحدود مع باكستان. وأضاف: «لدينا جثتا اثنين منهم، ونقلت الجثتان الأخريان إلى باكستان. سنرد بمزيد من القوة على كل عملية لهذه المجموعة التي أُسست قبل أكثر من سنة». وأشار إلى «2500 مجموعة إرهابية تنشط في الشرق الأوسط، بدعم من الصهاينة». لكن «جيش العدل» نفى قتل أعضائه، معلناً في المقابل اعتقال عضوين في الاستخبارات الإيرانية في سيستان وبلوشستان الأحد الماضي، خلال إعدادهما لمكمن للتنظيم.