حطّت أعمال التشكيلية المغربية للا السعيدي رحالها في البحرين، عبر معرضها «أكتب نفسي... أكتب الآخرين» الذي افتتحته وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ويستمر حتى 17 الجاري، في متحف البحرين الوطني. أعمال فنية جمعت بين التصوير الفوتوغرافي والخط العربي، بتعاطٍ حداثيّ، خطوط توحي بأنها كوفية، تعبر أثواباً بيضاً، كانت ترتديها النساء سابقاً. مفاهيم تتعلق بحضور النساء تناولتها السعيدي، بدلالاتها وتناقضاتها والتحولات التي طرأت عليه، مستخدمة مفردات شكلية بسيطة، وعناصر بصرية ذات صلة بالموروث المحلي الشرقي. أعمال تحمل قيمة حقيقية تتداخل فيها الألوان الحالمة والفاتحة، لإيجاد مساحة كبرى من الدهشة الحقيقية والإمتاع البصري القائم على الوجود ضمن أجواء روحيّة، تحرّك بصر وبصيرة المتأمل لها. لوحات الفنانة للا السعيدي، حوارية بين الكلمة والصورة تستدعي التاريخ والموروث لواحدة من أكثر الأقطار العربية غنى وتنوعاً، لا تتخذ منه موقف المشاهد وحسب، وإنما موقف المتسائل والمسائل. تقول السعيدي: «ليس الغرض من العمل الفني أن يكون مجرد نقد للثقافة العربية أو الغربية. هدفي يتعدى مجرد النقد السطحي ليغوص في أعماق الأنماط والتوجهات الثقافية والمسلمات الفكرية السائدة، ليعكس بذلك تجربتي الخاصة كامرأة عربية». وتعمل السعيدي مدّرسة للرسم في مدرسة الفنون الجميلة في متحف بوسطن للفنون، وتمزج بين الخط الإسلامي وملامح المرأة لمعالجة واقع هوية الأنثى العربية المعقّد. واستقطبت صور النساء العربيّات التي قدّمتها في المعارض العالميّة اهتماماً دوليا بهذه الفنانة التي قدّمت مجموعة من المعارض الفنيّة الجماعيّة والفرديّة حوّل العالم.