أوضح المشرف على معهد بحوث البتروكيماويات في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور حامد المقرن، أن السعودية تقوم حالياً ببناء ثلاثة معامل تكرير جديدة، قدرة الواحد منها 400 ألف برميل يومياً، بإجمالي 1.2 مليون برميل يومياً من الزيت الثقيل الخام للمعامل الثلاثة. وقال المقرن أمام المنتدى السعودي - الصيني الأول لتكرير النفط 2013 الذي عقد أمس، في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إن قدرات معامل تكرير النفط في المملكة تصل إلى نحو 2.1 مليون برميل يومياً. مشيراً إلى أن برنامج تكرير النفط وتقنيات البتروكيماويات في المملكة صمم لدعم تنمية صناعة تكرير النفط وتقنياته، إذ قامت المدينة بالتعاون مع الجامعات المحلية والدولية لتنفيذ هذا البرنامج. وأشار إلى أن المدينة وقعت أخيراً خمسة مشاريع مع أربع مؤسسات صينية بهدف تنفيذ أبحاث مشتركة في عمليات تكرير النفط وتقنياتها. مؤكداً تزايد الطلب في العالم على إزالة الكبريت وتنقية النفط الخام، ما يتطلب مزيداً من التقنيات الجديدة المناسبة للتطبيق في المملكة والصين. وكان رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، أكد أن تصدر السعودية قائمة أعلى الدول إنتاجاً للنفط في العالم، واحتلال الصين المرتبة الثانية في استهلاك، يتطلب تعاون البلدين في مجال بحوث تكرير النفط. وقال في تصريح على هامش فعاليات المنتدى، إن هذا المنتدى هو إحدى أدوات التنسيق بين المملكة والصين، ويهدف إلى دعم الأبحاث في ما يخص أبحاث النفط والتكرير، إذ إن صناعة النفط هي أحد 15 مجالاً التي وضعتها خطة العلوم والتقنية. ولفت إلى أن هناك تعاوناً كبير بين المدينة والأكاديمية الصينية للعلوم نتج منه فك شفرة الجمال والشفرة الجينية للنخيل بالكامل، إذ يبنى على تلك النتائج العديد من الأبحاث الاقتصادية. وبيّن أن المنتدى يبحث الفرص والتحديات والتطورات الحديثة في مجال تكرير النفط، إضافة إلى الابتكارات الحديثة في مجال المواد المحفزة لتكرير النفط والوقود النظيف التي ستساعد في تعزيز تنمية تقنية التكرير سواء على المستوى المحلي أم المستوى الدولي، لافتاً إلى أن مدينة الملك عبدالعزيز تتعاون مع الصين في خمسة مشاريع بحثية استراتيجية في مجال تكرير النفط، منها مشروعان مع جامعة الصين للنفط في مجال إزالة الكبريت من الوقود الخام. من جانبها، قالت رئيس جامعة الصين للنفط البرفيسور شان هونق، إن النفط هو عماد الصناعة الحديثة، وإن المنتدى مهم لمناقشة مستقبل صناعة النفط والبتروكيماويات وتقنياتهما لإعادة تصميم عمليات صناعة النفط والتقنيات الخاصة به بطريقة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة، وبهذا يمكن أن نحقق متطلبات التحدي لهذه الصناعة. من جهته، أوضح المدير التنفيذي للخدمات الهندسية في شركة أرامكو السعودية المهندس عمر بازهير، أن صناعة تكرير النفط لعبت دوراً فاعلاً في تطوير عمليات وتقينات تحفيز جديدة بداية من طرق تقطير النفط الأولية التي تقوم على التقطير بالأنابيب لفصل مكونات النفط الخام، ووصولاً إلى العمليات الحديثة والأكثر تقدماً التي حققت أقصى قدر من العمليات التحويلية للنفط وإنتاج البتروكيماويات. وأشار إلى أنه في ظل التركيز المتزايد على البيئة أصبح الوقود النظيف مطلباً ملحاً للمستثمرين الذين يرغبون في الاستمرار بصناعة النفط، مشيراً إلى استثمار المملكة أكثر من 3.75 تريليون ريال خلال الأعوام الخمسة الماضية لتوفير المزيد من فرص العمل في صناعات تكرير النفط وتسويقه للمستثمرين الذين يرغبون في المشاركة بهذه الثروة.