أعلنت طهران أمس، أنها قدّمت اقتراحات للوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرة أن الوقت حان لتبنّي الجانبين «نهجاً جديداً» يساهم في تسوية سلمية للملف النووي الإيراني. والتقى في فيينا أمس، نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو، وهو الاجتماع الأول على هذا المستوى منذ انتخاب حسن روحاني رئيساً لإيران في حزيران (يونيو) الماضي. وتسعى الوكالة إلى التحقّق من «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني، وتأمل بالسماح لمفتشيها بدخول مجمّع بارشين العسكري في طهران، والذي تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح ذري. واعتبر أمانو أن المحادثات «فرصة مهمة جداً»، مضيفاً خلال لقائه عراقجي: «مهم جداً بالنسبة إلينا جميعاً تحقيق تقدّم ملموس» لتسوية الملف. وأشار إلى أن الجانبين سيناقشان «سبل معالجة المسائل العالقة في شأن البرنامج النووي الإيراني، وهي قديمة ومعقدة». أما عراقجي فأشار إلى أن المحادثات كانت «بنّاءة ومفيدة جداً»، مضيفاً أنه طرح على أمانو اقتراحات سيناقش تفاصيلها خبراء من الجانبين. وأعرب عن أمله ب «نتيجة جيدة»، وزاد: «نعتقد بأن الوقت حان لتبني نهج جديد لتسوية (المسائل العالقة) بين إيران والوكالة، ونتطلع إلى المستقبل من أجل مزيد من التعاون لضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني». وشدد على أن هذا البرنامج «طابعه سلمي وسيبقى كذلك إلى الأبد»، معتبراً أن الوكالة «يمكنها الاضطلاع بدور بنّاء لضمان السلام في العالم». وتلت لقاء أمانو - عراقجي جولةٌ ثانية عشرة من محادثات فنية بين طهران والوكالة، ستتواصل اليوم. وستُجري إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في فيينا غداً وبعد غد، محادثات على مستوى خبراء، تمهّد لجولة مفاوضات على مستوى وزاري بين الجانبين في جنيف يومي 7 و8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأعلن عراقجي مشاركة خبراء من وزارات النفط والصناعة والمناجم والتجارة والطرق وبناء المدن، إضافة إلى المصرف المركزي و «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» في تلك المحادثات. وكانت إيران طرحت «خطة سرية» على الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، خلال جولة محادثات في جنيف منتصف الشهر الجاري. وأفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأن استطلاعاً للرأي أعدّته، أظهر تأييد نحو 84 في المئة من الإيرانيين «الطابع السري» للمفاوضات، لنيل «نتيجة مطلوبة». في غضون ذلك، حضّ رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني الجنرال غلام رضا جلالي على «تجنّب تصوّرات ساذجة إزاء الغرب»، مضيفاً: «الغربيون المتحضرون ظاهرياً، يمتلكون أسلحة جرثومية، وقد يستخدمونها ضدنا في حال الحرب» بين الجانبين. واعتبر أن إيران تعرّضت ل»هولوكوست» خلال الحرب العالمية الأولى، «بسبب جرائم ارتكبها ضباط بريطانيون ومستشارون أجانب». على صعيد آخر، بثّ التلفزيون الإيراني أن روحاني اتهم سلفه محمود أحمدي نجاد بتبديد مئة بليون دولار سنوياً من عائدات إيران. وقُدِّرت هذه العائدات من النفط والغاز، خلال عهد نجاد (2005-2013)، بنحو 800 بليون دولار، أنفقت حكومته 640 بليوناً منها على استيراد سلع.