يبقى الانطباع الأول هو الأبقى والسائد دائماً في كرة القدم، فإن استطاع لاعب إثبات ذاته وقدراته باكراً، فمن الصعب زحزحة هذا الوهج، ولعل ذلك ما يدور في مخيلة الجناح البرازيلي نيمار داسيلفا، الذي يستعد مع فريقه برشلونة الإسباني لخوض «الكلاسيكو» الأشهر في العالم، الذي يجمع فريقه بغريمه الدائم ريال مدريد اليوم، في ظل سعي اللاعب لوضع بصمة له في ظهوره الأول في هذا المعترك. ولعل الإسبان يعرفون نيمار جيداً، ليس لأنه يلعب إلى جانب ميسي في برشلونة فحسب، بل لأنه هو من أذاق بطل العالم هزيمة مرة، وحرمهم من لقب طالما حلموا به، لأنهم لم يبق لهم سواه، بعد أن أسهم في إدماء شباك كاسياس بثلاثة أهداف نظيفة في نهائي كأس العالم للقارات التي استضافتها البرازيل الصيف الماضي، وكأن نيمار يومها أرادها مصافحة خاصة للإسبان، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان انضمامه إلى النادي «الكتالوني». نيمار ابن ال21 خريفاً، والذي بدأ مسيرته باكراً مع سانتوس البرازيلي ولم يبلغ ال15 عاماً، محققاً معه ألقاباً عدة على الصعيدين الشخصي والجماعي، ليقرر بعدها الهجرة إلى إسبانيا وإلى كتالونيا بالتحديد بعد أن رفض كل الأصوات المطالبة به في العاصمة مدريد والتي كانت تطارده مواسم عدة، وكانت على وشك الظفر به، قبل أن ينهي اللاعب كل تلك الأحلام بإعلان توقيعه لبرشلونة، وبمبلغ زهيد مقارنة مع ما تعيشه كرة القدم من جنون في الأرقام. يأمل راقص السيلساو نيمار أن يعيد وهج بني جلدته مجدداً إلى قمة القمم، بعد أن كانت الأسماء البرازيلية العلامة الأبرز في مواجهات الكلاسيكو الإسباني، خصوصاً إذا ما عادت بنا الذاكرة قليلاً إلى لدغات رونالد وسحر رونالدينيو وسطوة ريفالدو وغيرهم من أسماء سطروا أجمل ذكرياتهم في هذه القمم. ولا بد أن نيمار استشعر حديث أحد أشهر اللاعبين الذين شغلوا خانة الظهير الأيمن في العالم، البرازيلي كافو الذي تغنى بنيمار، مؤكداً أنه يحتاج إلى عامين فقط لإزاحة البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي من على عرش كرة القدم العالمية، وسحب البساط من تحت أقدامهم. مواجهة الليلة، هي «مواجهات كلاسيكو» عدة مختصرة في واحدة، لن تقتصر على كونها تجمع «البرشا» ب«الريال»، بل لأنها أمسية صدام ميسي برونالدو، والمصافحة الأولى بين نيمار وغاريث بيل، نجوم عدة ستغطي الساحة الخضراء في «الكامب نو»، وتبقى مهمة راقص السامبا نيمار في حفر اسم له وسط هذا الزحام.