لأول مرة منذ نحو خمسة أعوام تسلط الأضواء على لاعبين آخرين بعيدا عن الغريمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو قبل المواجهة المرتقبة في «كلاسيكو الأرض» بين قطبي كرة القدم الإسبانية برشلونة وريال مدريد، إذ انتزع النجومية منهما مؤقتا الوافدان الجديدان نيمار وغاريث بيل. وتتجه الأنظار في سهرة اليوم صوب ملعب كامب نو معقل البارسا بإقليم كتالونيا، الذي يحتضن المواجهة الكلاسيكية المنتظرة كل عام بين البلاوجرانا والميرنجي في قمة مباريات الليغا، ورغم أهمية النتيجة في التأثير على حظوظ كلا الفريقين في حصد اللقب المحلي، إلا أن الاهتمام سيتركز بشكل أكثر كثافة على مردود نيمار وبيل على المستطيل الأخضر. اعتاد عشاق الساحرة المستديرة على الانشغال بالسجال الثنائي بين أفضل لاعبين في العالم: الأرجنتيني ميسي، والبرتغالي رونالدو، لكن هذه المرة سيصبح البرازيلي والويلزي حديث الشارع الكروي في أول تجربة لهما مع الكلاسيكو. وبالنظر إلى جاهزية الثنائي الجديد، فإن نيمار يريد أن يثبت نجاح صفقته التي انتزعها ساندرو روسيل من غريمه فلورنتينو بيريز الصيف الماضي، وقد قدم أداء مقنعا في مبارياته الأولى مع الفريق وأبدى انسجاما واضحا مع طريقة «التيكي تاكا»، ووجد فيه عشاق الفريق الأحمر والأزرق وريثا شرعيا لميسي. لكن أداء نيمار لم يكن مرضيا في المباراتين الأخيرتين مع برشلونة محليا وقاريا، بالتعادل مرتين مع أوساسونا في الليغا وميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، وكان غائبا حاضرا بالتحديد في المواجهة الأخيرة، مما يقلق أنصار الفريق الكتالوني قبل معمعة الكلاسيكو. غير أن تصريحات نيمار جاءت متفائلة، إذ أكد تحفزه الشديد لخوض أول كلاسيكو، وأن أي لاعب في العالم يحلم بالتألق في مثل هذا الملتقى، كما أنه أخبر صديقه وخصمه ومواطنه مارسيلو، الظهير الأيسر للريال، بأن برشلونة سيفوز في كامب نو. وعلى الصعيد الآخر يبدو غاريث بيل أقل جاهزية واستعدادا من نيمار، فالأخير تألق مع منتخب البرازيل في الصيف وقاده للقب كأس القارات ببلاد السامبا، كما خاض جزءا جيدا من فترة الإعداد مع برشلونة، أما الويلزي فكان ضحية للإصابات والمشكلات المتزايدة حول صفقته بين ناديي ريال مدريد وتوتنهام الإنجليزي طوال أشهر الصيف. ودفع غاريث بيل ثمن عدم خوضه فترة إعداد مع الفريق المدريدي وانضمامه لقلعة الملكي بعد بداية الموسم، إذ عاودته الإصابات مجددا وأبعدته عن المشاركة في مباريات عدة، لكنه تماثل للشفاء مؤخرا واشترك في آخر ربع ساعة من المباراتين الأخيرتين أمام ملقا ويوفينتوس الإيطالي. وأكد بيل أن الصحافة بالغت كثيرا في موضوع إصابته المزمنة بالظهر، مؤكدا جاهزيته للعب الكلاسيكو، فيما أكد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي استعداده لبدء المواجهة أساسيا بعد اجتيازه فترة إعداد خاصة وموجزة. ولم يلعب بيل أساسيا سوى مباراة وحيدة أمام ألميريا هذا الموسم، فيما خاض نحو 700 دقيقة كبديل، مما خيب ظن الكثيرين ممن يترقبون مستوى اللاعب الأغلى في العالم، بحسب رواية توتنهام. لذا يطمح اللاعبان لطي صفحة الماضي وإثبات موهبتهما أمام الجميع في مواجهتهما الشخصية الأولى وتنحية كل الضغوط العصبية جانبا، وإلا فإن الاهتمام سيعود لينحصر في كلاسيكو ميسي ورونالدو مستقبلا.