أكدت رئيسة «المنتدى العربي الدولي للمرأة» هيفاء الفاهوم الكيلاني أن «الفارق كبير جداً بين وضع المرأة العربية في سوق العمل قبل أكثر من عقد واليوم، وذلك بعد نضال المرأة الثابت وانفتاح أبواب العمل أمامها بفضل وجود قرار من أعلى القيادات الحكومية». وأعربت الكيلاني في مقابلة أجرتها معها «الحياة» على هامش المؤتمر السنوي الذي عقده المنتدى هذا الأسبوع في برلين عن ارتياحها الشديد لعمق النقاشات الحيوية التي شهدتها جلسات الملتقى وشاركت فيها نساء عاملات وسيدات أعمال ومشارِكات من الدول العربية وألمانيا ودول أوروبية أخرى». ولفتت إلى «استثمار واسع في معظم الدول العربية في تعليم البنات، كما أن فرص العمل تنفتح اليوم أكثر أمام المرأة في أسواق العمل العربية على رغم التفاوت الملموس في ما بينها». وأكدت «وجود قرار من مراكز عليا لفتح باب التعليم والعمل أمام النساء، فنحن اليوم في عالم العولمة، وعدم الاستفادة من عنصر النساء خطأ كبير، إضافة إلى أن أعباء المعيشة اليوم تفرض أن يعمل الرجل والمرأة سوياً لتأمين التعليم والصحة والعيش الرغيد لأطفالهما، وفي هذا المجال سيكون الأهل مثالاً يحتذى للأولاد». ونظمت «غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية»، بالتعاون مع «المنتدى العربي الدولي للمرأة» و «الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والتجارة للبلاد العربية» وحكومة ولاية برلين «الملتقى العربي - الألماني للقيادات النسائية» بعنوان «دور المرأة في قيادة الأعمال، من الشراكة إلى النمو الشامل». وعُقد المنتدى برعاية رئيس حكومة الولاية كلاوس فوفرايت وشارك فيه ممثلون رفيعو المستوى من سيدات الأعمال والسياسة والعلوم. وطالبت الكيلاني الحكومات العربية بسن تشريعات وقوانين تساوي بين المرأة والرجل لجهة الوظيفة والأجر»، موضحة أن «منتدى المرأة الذي أسسته قبل 13 عاماً يتعاون مع كبريات الشركات الأجنبية والعربية العاملة في الدول العربية، علماً أن هذه الشركات تبحث عن موظفات وعاملات». وأكدت «ضرورة الاستفادة من التجربة الألمانية عموماً ومن وضع المرأة الألمانية في سوق العمل خصوصاً، إذ أظهرت دراسة المرصد العالمي لريادة الأعمال أن الرجال في الدول العربية يؤسسون شركات وأعمالاً بمقدار ثلاث مرات تقريباً أكثر من النساء فيما تبلغ الزيادة في ألمانيا 30 في المئة فقط». وسلطت جلسات العمل في الملتقى الأضواء على المحفزات والتحديات التي تواجه المرأة العربية والألمانية في المناصب القيادية، إضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي والابتكار والتعاون العلمي والثقافي بين العالم العربي وألمانيا. وتطرقت المداخلات إلى التحديات التي تواجهها المرأة العربية والمرأة الألمانية، والقواسم المشتركة في بعض الميادين، كما نوقش التطور الملموس الذي تحقق على المستوى الاقتصادي، ومدى قدرة المرأة على المساهمة في التنمية الاقتصادية وتحقيق شخصيتها واستقلاليتها. وأكدت المشاركات ضرورة تعزيز سبل التعاون الاقتصادي والعلمي بين سيدات الأعمال، وتبادل الخبرات والتجارب لتعزيز حضور النساء في عالم الأعمال.