سيطر الإعلاميون التقليديون على ملتقى الإعلام المرئي الجديد «شوف» الذي نظمته مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية» أول من أمس، إذ قاد مذيعون تلفزيونيون جلسات نقاش الملتقى وتحدثوا في مواضيع الجلسات أكثر من الضيوف أنفسهم، ولم يوفق المنظمون على رغم نجاحهم في التنظيم ومستواه الرفيع في اختيار متحدثين يثرون مواضيع جلسات النقاش، وتحدثوا عن أنفسهم أكثر من حديثهم عن المواضيع المسجلة في جدول الملتقى، وجاراهم رؤساء الجلسات بالحديث عن تجاربهم الشخصية. ضعف المتحدثين، صرف الجمهور الكثيف الذي حضر الملتقى إلى الانشغال بالتغريد على «تويتر»، خصوصاً أن المنظمين كانوا يعرضون التغريد على الشاشة الرئيسة خلف المتحدثين الجالسين على المنصة، وتضمنت التغريدات مختلف المشاركات، فكان منها الجاد ومنها الهزلي وبعضها حمل النقد اللاذع الموجه إلى الضيوف وبعض المقدمين الذين لم يكونوا على مستوى الحدث. وأثار الإعلامي عضوان الأحمري موضوع «الصراع» بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، مستغرباً تهديدات العاملين في الإعلام الجديد بأنهم سيقضون على الإعلام التقليدي وأن المستقبل لما يقدمونه من إعلام. وطالب الأحمري رواد الإعلام الجديد بأن يحققوا ما تحققه الصحف سنوياً من إيرادات تبلغ ملايين الريالات، وأن يكون عملهم مؤسسياً ومحل ثقة قبل أن يطلقوا هذه الشعارات ويرددوها، وتابع بأن ليس هناك إعلام جديد بالمعنى الصرف وإنما أدوات حديثة استفادت من ثورة الاتصالات، لذلك ينادي بتغيير المسمى من جديد إلى «إعلام تكاملي». من جهته، علّق مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات سلطان المالك بتوضيح موقف الهيئة وأنها لا تتعامل مع الأفراد وإنما مع الجهات، وأنه من الواجب على الفرد اللجوء إلى الجهات ذات الاختصاص وهي التي بدورها تطلب من هيئة الاتصالات، مضيفاً بأن الهيئة لديها القدرة على تحديد بيانات أي مستخدم والإسهام في الوصول إليه. وعلى هامش الملتقى، وأثناء مشاركة الحضور النسائي بطرح الأسئلة كثير من الحاضرات أبدين امتعاضهن واعتراضهن على عدم إشراكهن في الملتقى، وأن الجهة المنظمة تجاهلت المرأة في شكل كامل مكتفية بالسماح لها بالحضور، وبعض الحاضرات شددن على أن المرأة تشارك بفاعلية في الإعلام الجديد، ولها حضور مؤثر في عناصره كلها، وأنه ما كان يجب أن تغيب مشاركتها بأي حال من الأحوال، وطالبن بأن يكون لها مشاركة في الملتقى الثاني متى ما أقيم، وفي خضم هذا الاعتراض اقتحمت فتاه الساحة الرجالية في وسط فعاليات الجلسة الثالثة، حاملة كاميراتها الفوتوغرافية لتصور ضيوف الجلسة ورئيسها.