لم تطمس مظاهر الحداثة التي تضجّ بها طوكيو معالم الموروث والثقافة اليابانية، لتبقى المعابد العتيقة والمتاجر الشعبية على مقربة من ناطحات السحاب وأشهر العلامات التجارية العالمية... ينعكس عبق الثقافة اليابانية في منطقة أساكسا التي نشأت حول مقر معبد «سنسوجي» ثم تحولت إلى منطقة حيوية من مدينة طوكيو، منذ بداية القرن السابع عشر. واليوم هي مقصد سياحي لما تحويه من منشآت خاصة بالديانة «الشنتوية» أحد أكثر الديانات انتشاراً في اليابان بعد البوذية، حيث تقام الاحتفالات من حين إلى آخر، وأشهرها «سانجا ماتسوري» الذي يقام سنوياً في أيار (مايو). يستقبل الزائرَ عند المدخل الرئيس لمعبد «سينوجي»، قنديلٌ ورقيّ ضخم أحمر اللون، يتدلى معلّقاً تحت بوابة «كاميناري– مون». وبعد المرور خلال البوابة يصل الزائر إلى ممر يؤدي شمالاً عبر خط مستقيم إلى بوابة «هوزو-مون» وقاعة «كانون– دو»، حيث تقع منطقة «ناكاميسي» الزاخرة بالمحلات التجارية الصغيرة المتلاصقة وتباع فيها التذكارات السياحية ذات النكهة اليابانية من حلوى ودمى ومراوح ملونة، وسترات الكيمونو. وفي نهاية ممرّ «ناكاميسي» الطويل تقع قاعة «كونون- دو» والهيكل ذو الخمسة طوابق إلى اليسار، وأمام القاعة تنتشر جموع لأسباب مختلفة، فمنهم زوار يضعون نقوداً في صندوق النذور أو يشترون أوراق «أو- ميكوجي» التي تزعم توقّع المستقبل، وهناك آخرون يأتون للسياحة أو النزهة أو حتى لإطعام الحمام. وتمتلئ منطقة «أوكوياما» بالمطاعم البسيطة التي تضع موائد ومقاعد على قارعة الطريق، ومتاجر اللوازم المختلفة التي تعرض مزيجاً من السلع مثل التماثيل البوذية أو المريلة التي يرتديها العاملون في متاجر الخمور ومتاجر الأرز. وفي أساكسا حديقة الملاهي «هاناياشيكي» التي تضم عدداً من الألعاب. وفي الجوار، يقع الحي التجاري «كاباياشي دوجو – جاي» حيث يقبع تمثال ضخم لطباخ بالحجم الطبيعي فوق أحد المباني وتصطف على جانبي شارع يمتد نحو كيلومتر متاجر مزدحمة تبيع أدوات المائدة والمطبخ من قدور وأوان خزفية وأدوات مصنوعة من الخشب المطلي، وسلعاً مصنوعة من الخيزران وعلامات مضاءة بالنيون. ومن أكثر السلع التي تلقى إقبالاً لدى السياح النماذج البلاستيكية التي تمثل صوراً طبق الأصل من أطعمة المطاعم.