قال مسؤول أميركي بارز امس، إن الولاياتالمتحدة ستكون «واضحة للغاية» في مواقفها إذا انتهكت الصين الأعراف الدولية في ما يتعلق بالأمن الإلكتروني وغيره من التجاوزات. وسبقت هذه التصريحات لبن رودس، نائب مستشار الأمن القومي، قمة الرئيسين الأميركي والصيني، في مرحلة تظهر خلالها بكين تصلباً متزايداً في مواقفها وتضغط لتأسيس وقيادة مؤسسات إقليمية جديدة، بينها منتدى أمني متعدد الأطراف ومصرف استثماري آسيوي للبنى التحتية. وقال رودس إن التجسس الإلكتروني والخلافات البحرية وعدداً كبيراً من المواضيع، ستطرح للنقاش بين الرئيسين باراك أوباما وشي جينبينغ اليوم. ويحضر أوباما في بكين قمة منتدى التعاون لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) كما يقوم في الوقت ذاته، بزيارة رسمية للصين. وقال رودس وهو أحد كبار مساعدي أوباما في البيت الأبيض للصحافيين: «نحن نرحب برغبة الصين، التي تظهر بادية للعيان هنا في المؤتمر للقيام بدور في المجتمع الدولي يتناسب مع موقعها السياسي والاقتصادي ومكانتها كأكبر دولة في العالم لجهة الكثافة السكانية». وأضاف: «في الوقت ذاته، سنكون واضحين جداً عندما نعبر عن اعتقادنا بأن أعمال الصين تخرج في الواقع عن الحدود التي نؤمن أنها أعراف دولية ضرورية تحكم العلاقات بن الدول والسبل التي نحل بها الخلافات». وقال إنه ينبغي للولايات المتحدةوالصين أن يتفاديا التصعيد غير المقصود بين جيشي البلدين. وتأتي تعليقاته في وقت يتزايد فيه الاحتكاك بين الصينوالولاياتالمتحدة مع محاولة واشنطن توسيع المصالح الأميركية في آسيا، فيما يُظهر الرئيس الصيني استعدادا أكبر من سابقيه لتعزيز نفوذ الصين في القضايا الإقليمية. ووصل أوباما إلى الصين لإظهار التزام الولاياتالمتحدة مجدداً ب «محور» آسيا الاستراتيجي الذي ينظر إليه بشكل واسع على أنه محاولة لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد. غير أن عدداً من حلفاء واشنطن الآسيويين تساورهم الشكوك في قدرتها على أن تكون لاعباً فاعلاً في المنطقة، في الوقت الذي تنشغل فيه بقتال «داعش» وانتشار وباء الإيبولا والصراع في أوكرانيا. وأشار رودس إلى أنه يتوقع أن يناقش أوباما وشي مسألة «داعش» على الرغم من أن مسؤولاً أميركياً آخر قال إنه من غير المتوقع أن تنضم بكين إلى التحالف الدولي ضد التنظيم. الى ذلك، اكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي غداة أول قمة يحضرها مع الرئيس الصيني، أن كلاً من الصينواليابان «في حاجة إلى الأخرى» لأن مصيريهما مرتبطان. وقال آبي إن «اليابانوالصين في حاجة كل منهما للأخرى، لأننا نوعاً ما مرتبطان بطريقة لا تنفصل»، وذلك بعد أول لقاء رسمي له مع شي جينبينغ على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) بينما تشهد العلاقات بين بكين وموسكو تدهوراً كبيراً منذ أكثر من سنتين. واعتبر شينزو آبي أنه «من المؤسف» عدم التمكن من عقد أي قمة صينية يابانية طوال هذه المدة الطويلة. لكنه أضاف: «أعتقد أن لقائي هذه المرة مع الرئيس شي هو خطوة كبرى نحو تحسين علاقاتنا». وأتاح اللقاء السنوي للمنتدى للزعيمين الصينيوالياباني إجراء أول مباحثات على أعلى مستوى منذ كانون الأول (ديسمبر) 2011. ورحب البيت الأبيض أمس، بهذا اللقاء معتبراً أنه يشكل فرصة «لتخفيف حدة التوترات» بين البلدين. إلا أن المصافحات التني تبادلها شي جينبينغ وشينزو آبي أمام الكاميرات اتسمت بفتور يعكس عمق التوترات بين الجارين المتنافسين. ويرجع السبب الأساسي لتدهور العلاقات بين ثاني وثالث قوتين اقتصاديتين في العالم، الى خلاف على سيادة أرخبيل في بحر الصين الشرقي وإلى تاريخ طويل من العداءات بين البلدين. الى ذلك، قال مسؤول بارز بالبيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة تأمل «بتسهيل التقدم» في عملية الإصلاح الديموقراطي والانفتاح في ميانمار، وإن من المنتظر أن يناقش الرئيس باراك أوباما خطط الانتخابات في البلد الواقع في جنوب شرق آسيا. وأضاف أن ميانمار «لديها فرصة كبيرة للأخذ بالديموقراطية لكنها مازالت تواجه تحديات هائلة ويجب على العالم أن يكون واقعيا بشان الفترة التي ستستغرقها المرحلة الانتقالية». وقال إن الولاياتالمتحدة قلقة بشان الوضع الإنساني الذي تواجهه أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، وتركز على أن تعمل حكومة ميانمار على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار مع الجماعات العرقية المتمردة في البلاد. ويطير أوباما إلى ميانمار اليوم الأربعاء.