تماثل للشفاء أمس، نحو 7 من جرحى جريمة "دالوة الأحساء"، فيما لا يزال 5 آخرون يتلقون العلاج في مستشفى الملك فهد بالهفوف، وأكدت مصادر طبية ل"الوطن" أمس، أن حالتهم الصحية "مستقرة"، وأن بقاءهم في المستشفى لمتابعة مستويات "التحسن" لبعض العمليات الجراحية والكسور. إلى ذلك، أعلن المشرف على لجنة التشييع والعزاء في ضحايا الجريمة جاسم المشرف، اختتام استقبال المعزين في مخيم "العزاء" أمس، مرجعاً السبب إلى إرهاق وتعب المتطوعين العاملين في المخيم والبالغ عددهم 4 آلاف متطوع، عملوا ليل نهار منذ فجر الثلاثاء الماضي، بواقع 7 أيام متواصلة، لافتاً إلى أن المجلس العام للقرية سيكون مفتوحاً لاستقبال المعزين. وأشاد المشرف بجهود رجال الأمن في المحافظة بقيادة مدير الشرطة اللواء إبراهيم القحطاني، الذي كان موجوداً منذ ليلة الجريمة وفي مواقع التشييع والدفن وطوال أيام العزاء، لافتاً إلى أن هذا الحدث "المفجع"، أعطى دروساً كثيرة في الابتعاد عن الأحقاد والنعرات، مضيفاً أن المواكب والوفود السعودية والخليجية، التي زارت الدالوة شاهدت المواقف الحضارية بين جميع الأطياف في الأحساء، وأعربت عن تقديرها وسعادتها بتلك المواقف الجميلة. كما أشاد بجهود اللجان التطوعية العاملة بمخيم العزاء، التي استطاعت إدارة هذه "الحشود" الكبيرة التي شاركت في التشييع والعزاء، دون حدوث ما يعكر صفو المسيرة والتشييع والدفن. وأكد المشرف أن جميع "الناجين"، الذي شهدوا الحادثة الشنيعة على استعداد تام للتعاون مع الجهات الأمنية المختصة في التعرف على "الجناة"، الذين نفذوا جريمتهم، لا سيما وأن هناك ناجين ومصابين، كانوا على مقربة من هؤلاء الجناة، وما زالوا يتذكرون أحداث الواقعة. وأضاف المشرف أنه تقرر تسيير حافلة الخميس، تقل 50 شخصاً من الأحساء، لتقديم واجب العزاء في شهيدي الواجب اللذين قضيا في المواجهات الأمنية مع الإرهابيين، وهما: النقيب محمد العنزي بمنطقة القصيم، والعريف تركي الرشيد بمنطقة حائل، فيما يستقبل محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، بعد ظهر اليوم، وفداً يضم أسر وذوي قتلى وجرحى الحادث. إلى ذلك، نقل مدير عام جمعية البر بالأحساء معاذ الجعفري، تعازي منسوبي الجمعية لأهالي وذوي ضحايا الحادثة. وقال الجعفري أثناء زيارة وفد الجمعية لمقر العزاء أول من أمس: "الحادثة جريمة بشعة لا يقرها دين ولا عقل ولا يفعلها من في قلبه ذرة إنسانية، وقد يكون للجناة هدف في زرع الفتنة الطائفية ولكنهم ضلوا الطريق، فالأحساء بتاريخها القديم والحديث كانت وما زالت تمثل نموذجاً رائعاً للتعايش بين مختلف مكونات المجتمع". في السياق ذاته، زارت اللجنة النسائية بجمعية المنصورة الخيرية أمس، أسر ضحايا الحادثة، وقدمت واجب العزاء لهن باسم نساء بلدة المنصورة، وسيرت الجمعية 3 حافلات نقلت أعضاء اللجنة النسائية وجميع المتطوعات من أهالي المنصورة تتقدمهن رئيسة اللجنة شهربان النجيدي، التي أعربت عن بالغ حزن ومواساة نساء المنصورة في قتلى الحادثة، مؤكدة وقوف الجميع صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب.