واشنطن، لندن – خدمة «نيويورك تايمز»، ا ف ب، يو بي آي - أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ومحامو معتقلين في معتقل بغرام شمال العاصمة الافغانية كابول، أن واشنطن تعتزم سن قواعد جديدة تهدف إلى إعطاء مئات المعتقلين قدرة أكبر على الدفاع عن أنفسهم والاعتراض على سجنهم.وأشار المسؤولون في تصريحات ل «نيويورك تايمز» الى ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ستعيّن مسؤولاً عسكرياً أميركياً لكل 600 معتقل في سجن القاعدة الاميركية في بغرام، وهؤلاء المسؤولين لن يكونوا محامين، بل سيتولون ولأول مرة من نوعها، جمع الأدلة والشهود لمصلحة المعتقلين، من أجل تميكنهم من الاعتراض على اعتقالهم في دعاوى قضائية أمام لجنة مراجعة عسكرية يعينها الجيش الاميركي. يذكر أن بعض المعتقلين في بغرام محتجزون هناك مند ست سنوات، وهم خلافاً لمعتقلي غوانتانامو، لا يمكنهم تعيين محامين ولا يعرفون الاتهامات الموجهة إليهم، ولا يحق لهم أكثر من دراسة سطحية لأوضاعهم «كمقاتلين أعداء». ويتوقع الإعلان عن هذه التعديلات الاسبوع المقبل، بعد ان يناقشها الكونغرس. وتأتي هذه التغييرات في ظل المراجعة التي تجريها الإدارة الأميركية لسياسات الاعتقال وممارسات الإدارة الأميركية السابقة، وذلك من أجل تحديد قواعد يجب التخلي عنها، في محاولة لتجنب بعض الانتقادات القاسية التي طاولت ادارة الرئيس السابق جورج بوش. ومنذ تموز (يوليو) الماضي، يرفض معتقلون في بغرام مغادرة غرفهم للاستحمام أو للقاء أفراد عائلاتهم أو حتى مسؤولي الصليب الاحمر الدولي، وذلك احتجاجاً على «سجنهم غير المبرر». واعتبر مسؤولو الكونغرس أن هذه الإجراءات المتوقعة الجديدة من شأنها أن تفصل عناصر «الميليشيات المتطرفة» عن المعتقلين الآخرين بدل إبقائهم مدمجين معاً كما هو حاصل. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: «لا نريد سجن أحد من دون مبرر»، معتبراً الإجراءات الجديدة «صائبة». ورفض المسؤول الحديث عن أعداد المعتقلين المتوقع إطلاقهم بعد جمع الأدلة والشواهد على براءتهم. واعتبرت الناشطة في حقوق الإنسان سحر محمد علي أن التغييرات المحتملة تشكل تحسناً ملحوظاً، مشيرة في الوقت ذاته الى ضرورة الانتظار لمعرفة مدى قدرة الادارة الاميركية الحالية على منع الاعتقال التعسفي وغير المبرر. وأعربت المديرة التنفيذية ل «شبكة العدالة الدولية» عن تحفظها على هذه الإجراءات، إذ «يمكن ان تخوّل المعتقلين الكلام والدفاع عن أنفسهم ولكن يمكنها أيضاً أن تكون حبراً على ورق». مقتل جنديين اميركيين على صعيد آخر، اعلنت مصادر السلطات الافغانية وحلف شمال الاطلسي امس، ان ما يصل الى 50 عنصراً من «طالبان» قتلوا السبت في مواجهات دارت في ولاية فرح غرب افغانستان، ادت ايضاً الى مقتل سبعة جنود افغان وجنديين اميركيين. ووقعت المعارك حين هاجم المتشددون بقذيفة هاون قافلة امدادات انسانية كان يواكبها جنود افغان وأميركيون. وانتهت المواجهة بضربة جوية للحلف الاطلسي. لندن في غضون ذلك، افادت صحيفة «ذي صنداي تايمز» الصادرة في لندن امس، أن وزارة الدفاع البريطانية تخطط لإجبار المئات من الجنود البريطانيين الذين أُصيبوا بجروح في العراق وافغانستان على ترك الخدمة في القوات المسلحة، في اطار خطة لتوفير أموال يشرف على تنفيذها وزير الدولة لشؤون المحاربين القدامى كيفن جونز. وأوردت الصحيفة أن الخطة التي سيتم الإعلان عنها في خريف العام الحالي، تستهدف ما يراوح بين 5000 و 6000 جندي بريطاني صُنفوا بأنهم غير مؤهلين صحياً للخدمة في القوات المسلحة البريطانية وما زالوا يحصلون على رواتبهم. واضافت أن جونز دافع عن الخطة على رغم تأكيد مصادر عسكرية بارزة أنها تهدف إلى إزالة الجنود البريطانيين الجرحى والمرضى عن جداول رواتب وزارة الدفاع. ويعمل القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز على توفير جنود مؤهلين للمشاركة في العمليات القتالية. واشارت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع البريطانية اعترفت بأن 14.6 في المئة من قواتها المسلحة، أي ما يعادل 25400 جندي من أصل 174 ألف جندي، غير مؤهلين للانتشار على خطوط النار. ونسبت إلى ضابط وصفته بالبارز قوله إن «الجنود الجرحى يعيقون تجنيد الشبان المؤهلين بدنياً للمشاركة في العمليات القتالية، وتقرر اعفاؤهم من الخدمة حالياً لأسباب طبية لعدم توفر المال لدفع رواتبهم». واشارت إلى إن وزارة الدفاع البريطانية اكدت أنها تدفع تعويضات مالية ورواتب تقاعدية للجنود الجرحى في العمليات القتالية حين يتركون الخدمة. خطة المانية في برلين، وضع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير خطة على اربع سنوات من اجل تحقيق الاهداف التي تمهد الطريق أمام انسحاب عسكري من افغانستان، كما اعلنت ناطقة باسم الوزارة امس. واوضحت الناطقة ان «الخطة الاستراتيجية التي وضعها شتاينماير تحدد الأهداف والفرضيات الضرورية لإنهاء تدخلنا العسكري بنجاح». وافادت مجلة «شبيغل» ان الخطة الواقعة في عشر نقاط يفترض ان تنفذ بحلول عام 2013 . ويأتي الاعلان عن الخطة في خضم الحملة الانتخابية الالمانية في حين يحاول شتاينماير الذي يرأس لائحة الاشتراكيين الديموقراطيين ان ينتزع منصب المستشارة انجيلا مركل، مستنداً الى المعارضة المتزايدة للحرب في افغانستان.