لا يقتصر مهرجان «الدوخلة الشعبي» على تقديم «التراث» و«الترفيه»، وإن كانت هاتان الصفتان بارزتين في المهرجان إلا أنه يتعامل مع «هموم» و«شجون»، وربما «مآسي» زائريه من خلال ركن «الاستشارات» ضمن «مركز التنمية الأسرية» الذي يستقطب الباحثين عن «حلول» لما يؤرقهم من مشكلات. ومن أبرز الحالات التي استقبلها ركن الاستشارات في «الدوخلة»، المقام برعاية إعلامية من «الحياة»، كانت لأرملة تشكو من إهمال أولادها بعد وفاة والدهم، معبرة عن شعورها ب«الوحدة والإحباط والإهمال» من أولادها. وذكر العاملون في الركن أن هذه المشكلة «شائعة بين الأرامل خصوصاً إن كانت غير عاملة، فالإهمال والنظرة القاصرة لا تكون من محيط أسرتها فقط، بل من المجتمع». كما حضر آخرون إلى الركن للحصول على استشارات حول «فرط الحركة لدى الأطفال»، وزيادة المشكلات الزوجية المؤدية إلى الطلاق. وأوضح المشرف على المركز الاستشاري الأسري عبدالله العليوات أن «المشاركة الأولى للمركز في المهرجان كشفت عن مدى حاجة المجتمع إلى الإرشاد والتوجيه والمساعدة في الجوانب الأسرية والتربوية والنفسية»، مضيفاً «استقبلنا خلال يومين 12 حالة، حضرت لتلقّي استشارات مباشرة»، وتأسس المركز قبل أقل من عام بترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية وتلقى أكثر من 70 استشارة في مختلف المجالات. كما يقوم بتدريس منهج معتمد بمسمى «الدبلوم الأسري»، وقام 14 رجلاً وامرأة بالتسجيل في ركن المركز. وقال العليوات ل«الحياة»: «إن دراسة الدبلوم الأسري لا تقتصر على الاختصاصيين فقط، فبإمكان المهتمين دراسته، أو العاملين في المجالات التربوية والتعليمة المختلفة، وأيضاً الآباء والأمهات، ويحصل كل دارس على شهادة بذلك»، مضيفاً «بدأنا التأسيس ب5 اختصاصيين، ووصلنا الآن إلى 30 شخصاً بين اختصاصيين ومستشارين. كما أسسنا موقعاً ثابتاً ومتكاملاً». ولفت إلى «كثرة المشكلات الزوجية وطلب الاستشارة والتدخل، وصولاً إلى الحل». وأرجع الأسباب إلى «الجهل بقدسية الزواج وقلة الاحترام أو انعدامه بين بعض الأزواج واعتبار الزوج الزوجة جزءاً من ممتلكاته، وأيضاً الفارق في السن والتعليم بين الزوجين وعمل الزوج بنظام الدوام المتقلّب، ما يتسبب في إثارة المشكلات الزوجية، وأيضاً سفر الزوج إلى الخارج أو سهره خارج المنزل، وذلك لا يعد إلا هروباً من واقع لا يرغب في معايشته». وحول مشكلات الأطفال، قال العليوات: «إن من المنتشر بين الأسر الحديثة اتباع المنهج التجريبي مع الطفل البكر طبعاً، فيكون اتباع مناهج وطرق عدة معه وصولاً إلى المنهج المناسب. والأدهى أن اتباع الضرب مع الطفل إحدى الطرق التي تحاول الأسر تجربتها، ولا نستطيع إغفال جانب الاعتماد الكلي على العاملة المنزلية فننشئ أجيالاً لا تشعر إلا بالاتكالية، ومن الأسباب المهمة انعدام العاطفة في المحيط الأسري ليحاول أفرادها الحصول على هذا الجانب خارج المحيط الأسري». وحول كلفة المهرجان، قال: «بلغت 4 ملايين ريال. وإلى الآن لم نحصر المصاريف كاملة والإيرادات».