أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أمس أن لا أسباب جوهرية لاستمرار تراجع الروبل، مستبعداً فرض أي قيود على بيع العملة الصعبة. وأبلغ مدفيديف اجتماعاً حكومياً أن «موقف الحكومة والبنك المركزي متحد تماماً، ويجب عدم فرض أي قيود على بيع العملة الصعبة». وتراجع الروبل نحو 30 في المئة أمام الدولار هذه السنة مع انخفاض صادرات روسيا والتدفقات الاستثمارية المتجهة إليها بسبب انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانية. وتراجعت العملة الروسية أكثر من اثنين في المئة أمس مع تسارع الطلب على الدولار بعد قرار البنك المركزي الروسي عدم التدخل في أسواق الصرف. وتعافى الروبل قليلاً ولكنه بقي منخفضاً 1.9 في المئة عند 46.73 روبل للدولار، في حين فقد 2.1 في المئة أمام اليورو مسجلاً 57.99 روبل. وأكد «المركزي» أنه ألغى نطاق التداول الذي كان معمولاً به لتحديد سعر صرف الروبل أمام سلة من الدولار واليورو، وأنه سيوقف تدخله في سوق الصرف الأجنبي الذي كان يكلفه 350 مليون دولار يومياً. إلى ذلك أعلن رئيس فرع مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي في بوسطن أريك روزنبرغ، أن «صعود الدولار أمام عملات مثل الين واليورو يعكس قوة اقتصاد الولاياتالمتحدة، ولا يشير إلى نشوء حرب عملات». وقال: «الأوضاع التي تواجهها الاقتصادات الأخرى مختلفة جداً» مرجحاً «نمو الاقتصاد الأميركي بنحو ثلاثة في المئة»، في حين أن أداء اقتصاد أوروبا ليس بهذه القوة، وهذا الاختلاف سيسبب تبايناً في أسعار الصرف». وأضاف: «ما دام صعود الدولار لا يُعزى إلى أسباب تضاربية، لكنه يعكس في الواقع المواقف المختلفة للاقتصادات، فأعتقد أن هذه طريقة طبيعية لعمل أسواق المال، على الأقل حتى الآن». وفي اليابان، أظهرت بيانات وزارة المال أمس أن الفائض في ميزان المعاملات الجارية ارتفع 61.9 في المئة خلال أيلول (سبتمبر) الماضي مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي، مع تلقي ميزان المدفوعات دعماً من دخل الاستثمارات الخارجية. وبلغ الفائض 963.0 بليون ين (8.4 بليون دولار) في أيلول الماضي، متجاوزاً متوسط توقعات خبراء اقتصاد في استطلاع اجرته وكالة «رويترز» أشار إلى زيادة مقدارها 534.2 بليون ين. وارتفع الدولار مقترباً من أعلى مستوياته في سبع سنوات أمام الين أمس، إذ أدى صعود الأسهم في طوكيو وسط زيادة في الشهية للمخاطرة إلى تراجع جاذبية العملة اليابانية. وارتفع الدولار 0.4 في المئة إلى 115.325 ين، ليقترب من ذروة في سبع سنوات بلغت 115.60 ين، سجلها الأسبوع الماضي. وحققت العملة الأميركية مكاسب كبيرة ليل أول من أمس إذ رفع الإقبال على المخاطرة عائدات سندات الخزانة الأميركية ودفع «وول ستريت» إلى مستويات قياسية مرتفعة. وكانت بيانات أظهرت ارتفاع أسعار المنازل الأسترالية 1.5 في المئة خلال الربع الثالث من السنة، أعطت بعض الدعم للعملة الأسترالية المتراجعة، ولكن مكاسب الدولار في وقت لاحق من الجلسة الآسيوية أوقفت التقدم. واستقرت العملة الأسترالية عند 0.8626 دولار بعدما قفزت إلى 0.8652 دولار. وسجل اليورو 1.2423 دولار، مستقراً من دون تغير يذكر وفوق أقل سعر في سنتين البالغ 1.2358 دولار والذي لامسه الأسبوع الماضي. واستقر سعر الذهب قرب 1150 دولاراً للأونصة، مع ارتفاع الطلب في السوق الحاضرة بعد هبوط نسبته اثنين في المئة خلال الجلسة السابقة، ولكن الأسعار ما زالت تتعرض لضغوط جراء صعود الدولار والأسهم. وقال متعاملون إن عمليات الشراء اكتسبت زخماً في السوق الحاضرة في الصين، المستهلك الرئيس للمعدن الأصفر، ما دعم الأسعار بعدما تراجعت بشدة في الجلسة السابقة بفعل ارتفاع الدولار.