شكلت الأوضاع في لبنان وسورية وموضوع إقامة اللبنانيين وعملهم في الخليج وقضية الاعتدال ومسألة «العيش المشترك» في المنطقة أبرز العناوين التي طرحت أثناء استقبال أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس في قصر البحر في الدوحة، البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي استقبله أيضاً رئيس الوزراء القطري الجديد وزير الداخلية الشيخ حمد بن ناصر بن خليفة آل ثاني. وفي لفتة ذات دلالة، زار الراعي «جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب» وهو صرح إسلامي بارز في الدوحة. وبدا الراعي مرتاحاً للقائه الشيخ تميم، وقال للصحافيين: «افتخرت كثيراً بانفتاحه، وهو سمو أمير عن استحقاق، ولديه تطلع إلى الأمام، وهو منفتح ومعتدل ومع الحق والسلام، وتواق لأن تنتهي الحروب في الشرق، وأكد أن قطر لن تتأخر في دعم ضحايا الحروب الأبرياء». وسئل: هل ستقوم قطر بمساع لإطلاق المطرانين المخطوفين في سورية يوحنا ابراهيم وبولس يازجي بعدما ساهمت في إطلاق لبنانيين كانوا معتقلين في أعزاز السورية، فأجاب: «وعدنا الأمير بأنه سيبذل قصارى جهده، هم أيضاً (القطريون) لا يعرفون (مكان وجود المطرانين)، الأمير سألنا وكذلك رئيس الوزراء عن مكان وجودهما، هذا شيء غير معروف، لكن سمو الأمير قال سنأخذ على عاتقنا وقدر قوّتنا أن نعرف مصيرهما في سبيل الإفراج عنهما إن شاء الله». وعن مخاوف لبنانيين من مسألة استقرارهم في الخليج في ضوء تفاعلات الأزمة السورية، وهل طمأنه أمير قطر في شأن وضعهم في المنطقة، قال الراعي: «لم يطمئنا فقط، انه يحبهم كثيراً، ويريد للبنانيين أن يستمروا، وتكلمنا مع رئيس الوزراء وقال إنه سيأخذ على عاتقه أن يؤمن بقاء اللبنانيين في عملهم وأن تكون أمامهم مجالات عمل أكثر وأكثر، لأن لديه ثقة كبيرة فيهم، هذا ما قاله لنا سمو الأمير ورئيس الوزراء، وقال الأمير نحن نحب اللبنانيين، ونحب أن يوجدوا أكثر وأكثر، ونسهل لهم كل أمورهم، هذا شيء أفرحنا كثيراً عندما سمعناه من سموه». وإذا كانت هناك مساع قطرية لتعزيز الاعتدال في المنطقة في ظل مناخ الخلاف المذهبي، قال: «أمير قطر مع الاعتدال وضد أي حرب وصراع بين المذاهب، وهو من دعاة أن الإسلام قيمة والمسيحية قيمة، وهذه القيم تجمع بيننا كثيراً، ولا بد أن نحافظ عليها، وأعرب الشيخ تميم أكثر من مرة عن أنه ضد الحرب ومع الاعتدال وضد كل شيء اسمه حركات أصولية، لأن هذا كله لا يخدم الدين، هذا كلام سمعناه وقيل في وقت سابق وسمعناه منه الآن». وأضاف الراعي: «تشعر بأنك تتحدث مع إنسان حامل همّ الاعتدال، وحامل أيضاً همّ العيش معاً، وأكثر من مرة كرر أننا ضامنون كثيراً أن يبقى المسيحيون في مجتمعاتنا، ونحن لدينا ثقافة غنية في لبنان، هذا الكلام يفرحنا كثيراً، وقال نحن مستعدون لأن نتعاون معكم لآخر حد في هذا الموضوع». ونوه بدور قطر في دعم حوار الحضارات والأديان، وبمبادراتها في هذا الشأن في الماضي وفي فترة حكم الأمير الوالد (الشيخ حمد بن خليفة)، وقال: «في تلك الفترة عقدت مؤتمرات عدة في الدوحة وشارك فيها الفاتيكان وكنيستنا». ووصف الدور القطري على هذا الصعيد بأنه ينم عن «رقي وتقدم وازدهار ليس فقط في المستوى الحياتي بل في القيم الروحية والأخلاقية، هذا ما لمسناه من سمو الأمير». وفي السياق، لفت بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي خلال استقباله وفداً من الخارجية اليونانية، إلى أن «ليس من جديد بشأن المطرانين»، مشدداً على أن «جميع الاتصالات تؤكد الجدية الكاملة في متابعة المسؤولين هذا الملف».