يخيَّل إلينا، نحن محبي الأفلام المصرية ومسلسلاتها، أن الممثلة معالي زايد قد ابتسمت كعادتها، عندما وافتها المنية أول من أمس في مستشفى المعادي العسكري بعد صراع مع مرض السرطان. يتخيّل إلينا نحن الذين عشقنا رنة ضحكتها التي لها وقع جميل على مسامعنا كالبرد على الأكباد، أنها فارقت الحياة برصانة وليونة في آن واحد، كأدوارها الصعبة والمزدوجة التي أتقنتها في عشرات الأفلام والمسلسلات. تلك الجميلة السمراء صاحبة الحضور البديع والشرس في آن، الدلوعة المغرية بتهذيب عندما يحتاج دورها إلى ذلك، والشرسة القوية التي لا تتنازل، كما في فيلم «الشقة من حق الزوجة» مع محمود عبدالعزيز، كان لبريق عينيها الكبيرتين أثر على المشاهد لا ينسى، ولخفتها أمام الكاميرا التي أحبت وجهها، وقْعٌ مهمّ أعطاها أدواراً معقّدة وصعبة وسلسة ومتنوعة، نجحت في تأديتها. لم تكن معالي زايد ممثلة استثنائية، لكنها لطيفة على الشاشة وذكية وتتقن عملها بمهنية عالية، وقد أعطت أدوارها رونقاً جديداً ومميزاً، خصوصاً أنها ابنة عائلة فنية عريقة خبرت الفن وهي رضيعة. انتقدها مصريون كثيرون أخيراً لتأييدها حكمَ عبدالفتاح السيسي، الذي اعتبرته «المرشح الأنسب لمصر في هذه المرحلة الصعبة»، كما نشرت جريدة «الشعب الجديد» المصرية، وهاجمها كثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما هاجموا تلقيها العلاج على حساب الدولة في المستشفى العسكري. الراحلة في سطور تنتمي الراحلة السمراء إلى عائله فنية، فوالدتها الممثلة آمال زايد وخالتها الممثلة جمالات زايد، وهي خريجة كلية التربية الفنية والمعهد العالي للسينما. بدأت رحلتها الفنية من التلفزيون في دبي أثناء تصوير مسلسل «الليلة الموعودة». حصلت عام 1987 على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «السادة الرجال» من جمعية الفيلم، كما حازت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون عن دور آمنة في مسلسل «الدم والنار» عام 2005. ونالت جائزة الإبداع في مسابقات الإذاعة في 2007، وجائزة أفضل ممثلة في 1983 عن مسلسل «دموع في عيون وقحة»، إضافة إلى تكريمها في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية في 2007. كانت تهوى فن رسم «البورتريه»، وشاركت في عشرات الأفلام، منها: «البيضة والحجر»، «ضاع العمر يا ولدي»، «الصرخة»، «الأرملة والشيطان»، «السادة الرجال»، «الشقة من حق الزوجة»... وأدت أدوار بطولة وثانوية في عشرات المسلسلات، منها «الليلة الموعودة»، «للزمن بقية»، «حلم الليل والنهار»، «الثلاثية»، «شفيقة ومتولي»، «الدم والنار»، «موجة حارة»... ولم تشارك زايد في أي مسلسل رمضاني منذ خمس سنوات تقريباً، باستثناء مسلسل «موجة حارة» الذي كان عرضة لانتقادات شديدة في العام الماضي، بسبب جرأة طرحه موضوعَ المثلية الجنسية، ولاحتوائه على مشهد جريء اضطرت قناة «إم بي سي» إلى حذفه. وفي خبر نشره موقع «روسيا اليوم» في رمضان الفائت، قالت زايد إن الدعارة والمخدرات التي ملأت أحداث مسلسلات موسم رمضان 2014 أصابتها بالاكتئاب، وإنها لم تجد مسلسلاً يناسب قدسية شهر رمضان باستثناء القليل منها، وغالبيتها «دون المستوى المرغوب».