اتفق الرئيس السوداني عمر البشير مع نظيره رئيس دولة جنوب السودان سالفاكير ميارديت، على تهدئة الأوضاع في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها ووضع آلية لتسوية القضايا العالقة بين البلدين، المتعلقة بالحدود وفتح المعابر وإنشاء المنطقة العازلة. أتى ذلك خلال زيارة قام بها البشير لجوبا أمس بهدف حل القضايا الخلافية بين الجانبين. وتوافق الجانبان على الإسراع في تحديد «خط الصفر» بين حدودهما بغرض إنشاء منطقة آمنة منزوعة السلاح قبل منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وعبّرا عن رضاهما عن التقدم المحرز في انسياب عمليات تصدير النفط. وتوافق الرئيسان على إنشاء برلمان مشترك لأبيي بين قبيلتي دينكا نقوك الأفريقية والمسيرية العربية، وتشكيل إدارة تنفيذية مشتركة، إضافة إلى شرطة مشتركة تساهم كل من جوباوالخرطوم في تنظيمها. كما اتفقا على منح أبيي 2 في المئة من عائدات النفط المنتج فيها. وتوصل الرئيسان إلى اتفاق على فتح المعابر البرية والنهرية واستئناف التبادل التجاري وتنفيذ اتفاق الحريات الأربعة المتعلقة بالعمل والإقامة والتملّك والتنقّل، لمواطني الجنوب في الشمال وبالعكس. وأكد بيان مشترك على أهمية التحرك لإعفاء متبادل من الديون ودعم التنمية في البلدين والبدء فوراً بتنسيق الإدارة المتكاملة للحدود لتكون جسراً للتواصل وتبادل المنافع. ووقع السودان وجنوب السودان أمس، اتفاقاً أُعفي بموجبه حملة جوازات السفر الديبلوماسية والرسمية من البلدين من شرط نيل تأشيرة الدخول، كخطوة أولى في اتجاه تيسير حركة المواطنين بين الدولتين. واستحوذت التوترات بشأن منطقة أبيي الحدودية، على المحادثات التي تناولت أيضاً مسألة النفط والاتهامات المتبادلة بدعم مجموعات مسلحة، وهي المسائل التي تسبب توتر العلاقات بين الدولتين بعد أكثر من عامين على انفصال الجنوب في تموز (يوليو) عام 2011. وتعانق الرئيسان على مدرج مطار جوبا، في زيارة هي الثانية للبشير إلى جنوب السودان منذ مراسم إعلان الاستقلال، رافقه فيها وفد مؤلّف من حوالى 50 شخصاً. وصرح وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين بأن «الاجتماع يهدف إلى بناء العلاقات بين بلدينا لتعزيز روابطنا». وتابع أن «أبيي هي أحد الملفات الرئيسية المطروحة». وسعى وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي إلى طمأنة الرأي العام، معتبراً أن «المباحثات بين الرئيسين كفيلة بإبعاد أي تخوف من أن يكون هذا الملف معكراً لصفو العلاقات المتطورة بين البلدين». لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن ديبلوماسي غربي أنه «ليس من حل منظور على المدى الطويل» لملف أبيي حيث ينتشر حوالى 4000 عنصر من الأممالمتحدة.