باشر اللبنانيون التسعة بعد ثلاثة أيام من عودتهم من منطقة أعزاز السورية، إلى أهلهم وأصدقائهم في ضاحية بيروت الجنوبية، بإجراء الفحوص الطبيّة الضرورية، فيما عرض رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي التقى لاحقاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، تفاصيل إطلاق المخطوفين اللبنانيين. وتلقى بري اتصالاً من رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية مهنئاً بإطلاق سراح المخطوفين. واحتفلت ضاحية بيروت الجنوبية أمس بإخلاء سبيل المتهمين الثلاثة حسن ومحمد صالح ونديم زغيب بخطف الطيارين التركيين مراد أقبينار ومراد آغا اللذين أطلقا السبت الماضي. ونقلت سيارة إسعاف تابعة للدفاع المدني ل «كشافة الرسالة الإسلامية» بتوجيهات من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبإشراف مكتب الصحة في حركة «أمل» إقليم بيروت، عدداً من اللبنانيين العائدين إلى مستشفى الساحل في بيروت لإجراء الفحوص اللازمة، والاطلاع على أوضاعهم الصحية، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية. وأجري لهم ما يلزم من فحوص مخبرية، وتصوير أشعة لتكوين ملف عن حالهم الصحية ولمعرفة ما إذا كانت تستدعي علاجاً لا سيما بعد هذه المدة من الخطف التي طالت سنة ونصف السنة في منطقة غير صحية. واعتبر رئيس مجلس إدارة مستشفى الساحل فادي علامة أن «هذا الإجراء واجب تجاه المحررين وأهلهم للتخفيف عنهم». وقال: «منذ اللحظة الأولى لوصولهم إلى بيروت طلب وزير الصحة علي حسن خليل إجراء الفحوص اللازمة للمحررين وتقديم كل ما هو مطلوب في هذا الإطار ونحن بانتظار صدور النتائج للقيام بما يلزم من طبابة في حال تطلب الأمر». قرطباوي: دور جامع للعرب وأكد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي في حديث إذاعي أن «جهداً لبنانياً بذل لإطلاق المخطوفين اللبنانيين، فضلاً عن جهد قطري مشكور ومساهمة تركية»، معتبراً أن «العامل الذي ساهم بشكل أساسي في إطلاق المخطوفين هو أن هذا الموضوع بات عبئاً على المعارضة السورية». وكان قرطباوي قال بالنسبة الى الموقوفين في قضية خطف الطيارين التركيين إن «القضاء هو من يقرر وفقاً للطلبات القانونية التي سيقدمها اليوم (أمس) محامي الموقوفين». ورأى أن «ثمة إعادة نظر قطرية في المواقف التي تتخذ في المنطقة»، آملاً بأن يكون هناك «دائماً دور جامع للعرب، إذ يكفينا تشرذماً وتقاتلاً وتذابحاً». وأمل نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سمير مقبل بأن «تشمل عملية الإفراج عن المخطوفين إطلاق المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم لتكتمل فرحتنا، وعسى أن تسفر المساعي إلى إطلاقهما في وقت قريب بعدما تسربت معلومات بأنهما في مكان آمن وبصحة جيدة». ودعا رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار خاطفي المطرانين إلى «إطلاق سراحهما فوراً، لما يمثلان من رمزية دينية، ترفض كل الشرائع السماوية المساس بها ولا سيما الدين الاسلامي الذي يدين كل أشكال هذه الأعمال غير الإنسانية». وفي السياق، أخلى النائب العام الإستئنافي كلود كرم سبيل الموقوفين الثلاثة في قضية خطف الطيارين التركيين لقاء كفالة مادية تقدر ب 500 الف ليرة لكل واحد. وذلك بعد موافقة قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد مكنا. وأعلن وكيل محمد وحسن صالح المحامي محمد بلوط في تصريح بشأن مذكرات التوقيف لمطلوبين بخطف الطيارين التركيين أنه «يعمل على تقديم طلبات استرداد لهذه المذكرات». وكان القضاء اللبناني أصدر في آب (أغسطس) الماضي مذكرات توقيف بحق 13 شخصاً في قضية خطف الطيارين التركيين. وجاءت هذه المذكرات بعد الإدعاء على 13 شخصاً، بينهم ثلاثة موقوفين بتهمة «خطف الطيارين التركيين بواسطة العنف وتهديدهم بالأسلحة الحربية وحجز حريتهما والتحريض على الخطف والنيل من سلطة الدولة»، وفق «الوكالة الوطنية» للإعلام. وشملت مذكرات التوقيف عدداً من أهالي المخطوفين اللبنانيين العائدين من سورية.