عكف المسؤولون اللّبنانيون والأتراك على حد سواء أمس، على محاولة إيجاد خاتمة سعيدة لملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في منطقة أعزاز السورية والطيارين التركيين المخطوفين في بيروت، في موازاة تحركات للديبلوماسية التركية وإجماع رسمي لبناني على ضرورة إنهائه. وأسف الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى متابعة ملف مخطوفي أعزاز، لأن «خطف الطيارين التركيين هو الذي حرّك ملف مخطوفي أعزاز»، معتبراً أن «الحكومة التركية تشرعن عمليّات الخطف»، وملمحاً في اتصال مع «الحياة» إلى «حلحلة قريبة للملف فالحراك التركي الأخير خير دليل على أن خطف الطيارين أثر على الأتراك عدا عن أن هناك إجماعاً رسمياً لبنانياً على إنهائه». وأشار إلى أن «تركيا على أبواب الانتخابات». ولام الشيخ زغيب تصرّف فرع المعلومات، طالباً منه أن «يكون مهنياً في التصرّف وعادلاّ في التعامل مع اللّبنانيين لأن تصرفاته تنسف هيبة الدولة»، لافتاً إلى أن «وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أكّد أن الموقوف محمد صالح شاهد ولا علاقة له بعملية خطف الطيارين التركيين». وسأل: «ماذا ينتظر فرع المعلومات للإفراج عنه؟». وعن التصعيد في الشارع الذي وعد به أهالي المخطوفين أول من أمس إذا لم يتم إطلاق سراح صالح، قال: «طلبت من الأهالي عدم التحرك، لأن لبنان لا يتحمّل أي بلبلة بعد الآن وملف المخطوفين تحرك بجدية أكبر من السابق». وأضاف: «إذا أراد فرع المعلومات التحدي فهو الخاسر الوحيد لأنه لا يستطيع كسر إرادة الشعب». وعن هويّة خاطفي الطيار التركي مراد اقبينار ومساعده مراد اقجه، قال: «الشخص الذي ينتفض لكرامته لا يجب أن نلومه». وكان غادر بيروت أمس نائب رئيس الاستخبارات التركية عبد الرحمن بلجك مع وفد أمني عائداً إلى إسطنبول بعد زيارة استمرت يومين، التقى خلالها عدداً من المسؤولين، وبحث معهم في موضوع خطف الطيارين قبل أسبوع على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، إضافة إلى موضوع اللبنانيين المخطوفين التسعة في منطقة أعزاز السورية. وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي جدد التأكيد من خلال وكالة «مهر للأنباء»، وجود «طلب تركي من إيران للمساهمة في عملية البحث عن طياريها المختطفين في لبنان، وأن وزير الخارجية علي صالحي تلقى من نظيره التركي أحمد داود أوغلو اتصالاً هاتفياً ناشدت خلاله أنقرةطهران المساهمة في عملية البحث والإفراج عن الطيارين التركيين المختطفين في لبنان». وجدد إدانة طهران «بشدة عملية الخطف بجميع أشكاله وفي أي مكان في العالم وتعتبره أمراً غير إنساني»، لافتاً إلى أن طهران «لن تدّخر جهداً إذا كان بمقدورها المساعدة في حل الأزمة الإنسانية».