استقبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي وصل إلى واشنطن في زيارة تستمر أربعة أيام، وتشهد لقاءه الرئيس الأميركي باراك أوباما غداً الأربعاء وعدد من أعضاء الكونغرس. ترافق ذلك مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية أنها طلبت من الكونغرس خلال الصيف التصويت على صرف مساعدات لإسلام آباد قيمتها 1،1 بليون دولار، بينها 305 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة حركة «طالبان باكستان» وتنظيم «القاعدة». وكانت المساعدة الأمنية الأميركية جمِّدت في شكل شبه كامل بعد اغتيال وحدة كوماندوس أميركية، بلا تنسيق مع باكستان، زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد مطلع أيار (مايو) 2011. وأكد كيري أمام شريف وصحافيين أهمية العلاقة مع باكستان، مشيداً ب «الديموقراطية في هذا البلد المهم لاستقرار المنطقة، والذي يجهد لدفع اقتصاده قدماً، والتعامل مع تمرد طالبان المتحالفة مع القاعدة في مناطق القبائل». وعلى هامش عشاء أقيم في ختام اللقاء، أكد المسؤولان أهمية مواصلة التعاون بين بلديهما في مكافحة الإرهاب، وشددا على أن «المعركة ضد التطرف تستند جزئياً إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي لباكستان». وما زالت العلاقات متوترة بين الولاياتالمتحدةوباكستان في قضايا أساسية، بينها معارضة باكستان هجمات الطائرات الأميركية بلا طيار، وشكاوى واشنطن من صلات بين أجهزة الاستخبارات الباكستانية وجماعات متشددة تنشط في أفغانستان، علماً أن الطرفين سيبحثان دور إسلام آباد في مفاوضات السلام الأفغانية. ومنذ عودته إلى السلطة بعدما رأس حكومتين في التسعينات من القرن العشرين، ضاعف شريف مؤشرات الانفراج مع الولاياتالمتحدة، فيما زار كيري مطلع آب (أغسطس) إسلام آباد، حيث تعهد وقف غارات الطائرات بلا طيار «قريباً جداً». على صعيد آخر، قتل 6 أشخاص على الأقل وجرح 20 آخرون في انفجار قنبلة لدى مرور قطار ركاب «جعفر اكسبرس» قرب محطة في منطقة نصير آباد بإقليم بلوشستان (جنوب غرب) الذي يشهد حركة تمرد محلية وهجمات يشنها متمردو «طالبان باكستان». وأوقفت حركة القطارات موقتاً في الإقليم الذي شهد في منتصف آب هجوماً بصواريخ على قطار ركاب أوقع قتيلين وأكثر من 20 جريحاً. وكان الجيش الباكستاني أكد في بيان أصدره أول من أمس، أنه لا ينفذ عمليات عسكرية في معاقل المتمردين البلوش بالإقليم، ويكتفي بعمليات إغاثة لمنكوبي الزلزال القوي الذي ضرب الإقليم نهاية الشهر الماضي وأسفر عن حوالى 400 قتيل. في إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند، اتهم الجيش الباكستاني نظيره الهندي بفتح النار عند خط المراقبة الحدودي، وقتل 7 مدنيين باكستانيين. وأشار الجيش الباكستاني إلى أن إطلاق النار من الهند مستمر منذ 15 الشهر الجاري، وأسفر أيضاً عن مقتل باكستانيين اثنين، بينهم جندي، وجرح اثنين آخرين.