إسلام آباد – «الحياة»، رويترز، يو بي آي – أكد قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني في كلمة ألقاها أمام طلاب في أكاديمية كاكول العسكرية شمال العاصمة إسلام آباد ونقلها التلفزيون الرسمي، أن الجيش قصم ظهر المتشددين الذين تربطهم صلات بتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، وذلك بعد انتقادات وجهها مسؤولون أميركيون عن تقاعس باكستان في مكافحة الإرهاب. ومن دون الإشارة الى مخاوف واشنطن التي قالت هذا الشهر إن «باكستان لا تملك خطة رصينة لدحر المتشددين، وإن عملاء في أجهزة استخباراتها تربطهم صلات بمتشددين في «طالبان» الأفغانية، قال كياني إن «الجيش الباكستان على دراية كاملة بالأخطار الداخلية والخارجية التي تواجهها البلاد». وتابع: «في إطار الحرب على الإرهاب، قدم ضباطنا وجنودنا تضحيات كبيرة وحققنا نجاحاً هائلاً من خلال قصم ظهر الإرهابيين، وسننتصر بإذن الله». وتعتبر الجهود الأمنية التي تبذلها باكستان ضد المتمردين مهمة جداً بالنسبة الى مساعي الولاياتالمتحدة لإرساء الاستقرار في أفغانستان، لكن العلاقات تأزمت بين إسلام آباد وواشنطن بعدما قتل ريموند ديفيس الذي يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) بالرصاص باكستانيين اثنين في مدينة لاهور (شرق) في كانون الثاني (يناير) الماضي، ثم أفرج عنه بعد دفع «دية» لعائلتي القتيلين. ميدانياً، قتلت قوات الأمن الباكستانية 4 مسلحين في عملية أمنية نفذتها على مخابئ لمسلحين في منطقة أوركزاي القبلية (شمال غرب) المحاذية للحدود مع أفغانستان. وأفادت قناة «آج» الباكستانية بأن «قوات الأمن دمرت مخبأين خلال العملية الأمنية، كما اعتقلت 3 مسلحين خلال عملية تفتيش مشتركة ين الشرطة والجيش في دير إسماعيل خان». وتنفذ القوات الباكستانية سلسلة عمليات عسكرية ضد المسلحين في بعض مناطق الإقليم الشمالي الغربي، أسفرت حتى الآن عن اعتقال عدد كبير منهم ومقتل آخرين. لكن هذه القوات لا تزال تواجه هجمات كثيفة مضادة يشنها المتمردون الذين هاجم مئات منهم نقاط تفتيش عسكرية في منطقة غندول ميار جنوب دير إسماعيل خان الملاصقة لإقليم سوات القبلي المضطرب أول من أمس، ما أسفر عن مقتل 14 رجل أمن وجرح عشرات آخرين خلال رد قوات الأمن على المسلحين باستخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة في قرى مجاورة، وهروب سكان محليين إلى مناطق أكثر أمناً. وفي ظل تزايد المعارضة الشعبية للغارات التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار لاستهداف متمردي حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في مناطق القبائل، والتي تسفر عن سقوط عدد كبير من المدنيين، نظمت جماعات دينية وسياسية باكستانية معارضة لحكومة الرئيس علي آصف زرداري حملة اعتصامات في مناطق بيشاور ومناطق القبائل أمس، وأغلقت طرقاً مؤدية الى أفغانستان، ما أوقف الإمدادات المرسلة الى الحلف الأطلسي (ناتو) عبر أراضي باكستان، والتي تبلغ 1200 شاحنة يومياً. ورفضت حكومة الرئيس زرداري مناشدات المعارضة والبرلمان بوقف إمدادات «الناتو» كورقة ضغط على قواتها لوقف الغارات على مناطق القبائل. ويأتي ذلك في وقت تعاني الحكومة من تراجع كبير في شعبيتها داخلياً، وتقلص مواردها ما جعلها تعتمد في شكل أساسي على القروض المقدمة من واشنطن وصندوق النقد الدولي.