انطلقت صباح أمس (الأحد)، في ألمانيا محاكاة للمعركة التاريخية التي هُزم فيها نابليون قبل 200 عام، والتي يشارك بها آلاف الأشخاص. هذا العرض الضخم أتى المشاركون فيه من 28 بلداً، و«منهم من أتى من بلاد بعيدة جداً، كأستراليا والصين والولايات المتحدة»، وفقاً للمعلق الذي كان يشرح ل30 ألف من المشاهدين اجتمعوا حول ميدان المعركة. فقبل 200 عام، قُتل في هذا المكان 100 ألف جندي، من أصل 600 ألف شاركوا فيها بين ال16 وال19 من تشرين الأول (أكتوبر) 1813، وكانوا يشكلون مجموع الجيوش المتعاركة آنذاك في أوروبا. في ذلك الوقت، اجتمعت ممالك أوروبا وإمبراطورياتها ضد نابليون، من النمسا وبروسيا وروسيا والسويد وبريطانيا، وانتصرت عليه في معركة لايبزيغ الحاسمة، التي كانت بداية انحسار القوات الفرنسية خارج فرنسا، لا سيما بعد الكارثة التي مني بها نابليون في حملته على روسيا. ومع أن هذه المعركة تؤرخ لنزاع أوروبي كبير، إلا أن محاكاتها تجري في ظروف أخرى، وبهدف «المصالحة» بين هذه الشعوب، حسب ما يقول المنظمون. ويؤدي دور نابليون محامِ من باريس في ال46 من عمره، يدعى فرانك سامسون، وهو يجسد هذا الدور منذ العام 2005. وعلى غرار كل المشاركين في العرض، يؤدي سامسون المولع بتاريخ القرن ال19 دوره من دون مقابل، وقال فرانك قبل بدء العرض إن «هذا العرض هو رسالة إخاء». ويتوزع المشاركون في هذا العرض بين فرق المشاة والمدفعية والخيالة، واستخدم 250 حصاناً لهذا الغرض، وتشارك النساء في الصفوف الخلفية إذ ينبغي الاهتمام بشؤون الإمداد للمقاتلين. ومن المشاركين في هذا العرض سليوزيس، وهو مدرس ليتواني في ال38 من العمر، لا يتكلم اللغة الفرنسية، لكنه يقول إنه يفهم التعليمات العسكرية مثل «ارفع سلاحك» و «أطلقوا النار»، وهو يشارك في هذا العرض منذ سبعة أعوام. وأطلقت قبل بدء المعركة عبارات الترحيب باللغات الفرنسية والإنكليزية والروسية والإسبانية، وما زالت ألمانيا تحتفل حتى الآن بذكرى معركة لايبزيغ التي كانت نهاية الهيمنة الفرنسية على أراضيها، وتحولت هذه الموقعة إلى «أسطورة وطنية» حسب تعبير مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي. بعد معركة لايبزيغ، واصلت ألمانيا التي كانت عبارة عن إمارات صغيرة، طريقها نحو الوحدة، وأتمتها في العام 1871 مع إعلان الإمبراطورية الألمانية بعد معركة ثانية انتصرت فيها على فرنسا.