حذّر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أمس، من أن المجلس سيحضّ الحكومة على تسريع البرنامج النووي، إذا شدّد الغرب ضغوطه وانتهج «معايير مزدوجة». وقال إن «شعوب العالم تشاهد ازدواجية الدول الكبرى إزاء النشاطات النووية الإيرانية»، متهماً الولاياتالمتحدة ب «استخدام كل أساليب الظلم والاضطهاد وشنّ حروب، لتحقيق أهدافها». وأضاف: «يجب تجنّب الثقة بالقوى الكبرى، لأنها اعتمدت معايير مزدوجة حول (البرنامج) النووي الإيراني. وإذا شعر البرلمان بأن الدول الست ما زالت تنتهج الازدواجية وتابعت وضع شروط جديدة وتعجيزية، سيتخذ قرارات مناسبة ويلزم الحكومة حول حجم النشاطات النووية وتنوعها». أما النائب منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، فأشاد ب «صلابة» المفاوضين النوويين الإيرانيين خلال محادثات جنيف الأسبوع الماضي، مستدركاً: «مع أن ثقتنا تامة بالوفد المفاوض، لكن ذلك لا يمنع مراقبة أدائه». وشدد على أن «إلغاء العقوبات شرط لدرس مجلس الشورى الموافقة على البروتوكول الإضافي» الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي يتيح تفتيشاً مفاجئاً للمنشآت الذرية. ولفت عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إلى أن «الخلافات ما زالت عميقة» بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). عراقجي الذي رأس وفد بلاده خلال جولة المحادثات في جنيف، اعتبر أن «الميزة الأكثر أهمية لمفاوضات جنيف تتمثّل بجدية الجانبين. هذه الجولة تختلف عن سابقاتها، لأن الجانبين استطاعا دخول طريق مشترك للمرة الأولى». ووصف المفاوضات بأنها «طريق طويل وشائك ومليء بتعقيدات، إذ يضمّ مشكلات وأعداءً على رأسهم الصهاينة الذين يحاولون عرقلة هذا المسار». وتعهد عراقجي إطلاع الإيرانيين على «تفاصيل المحادثات، في الوقت المناسب، وسيرون أننا لا نخفي عنهم شيئاً، وكيف خضنا المحادثات بصلابة»، لافتاً إلى أن هدف المحادثات «ليس دعائياً، ومؤكد أن من الأفضل إبقاءها سرية، من اجل تحقيق نتائج». إسرائيل في المقابل، حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المجتمع الدولي على تشديد ضغوطه على طهران، إذ قال خلال جلسة لحكومته: «طالما لا نرى أفعالاً، بل أقوالاً فقط، يجب متابعة الضغط الدولي وتكثيفه». واعتبر انه كلما ازداد الضغط على إيران «ازدادت فرص تفكيك برنامجها النووي»، محذراً من شرعنة «نظامها المارق». ويتوجه وفد إسرائيلي إلى واشنطن هذا الأسبوع، للاطلاع على تطورات المفاوضات مع طهران. وأعلن مكتب وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخباراتية يوفال شتاينتز أن الأخير سيشارك وفريق يضم مسؤولين في الاستخبارات ووزارتي الخارجية والدفاع، في لقاءات استراتيجية تُجرى كل سنتين مع نظرائهم الأميركيين. وأوردت صحيفة «هآرتس» أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا أطلعتا مسؤولاً إسرائيلياً بارزاً على فحوى المفاوضات مع إيران. وأضافت أن مسؤولين فرنسيين وألماناً أطلعوا نظراءهم الإسرائيليين على مضمون المحادثات. وأشارت الصحيفة إلى أن إيران أبدت خلال محادثات جنيف، استعداداً لخفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 5 في المئة ومناقشة نشاطات بعض منشآتها النووية. في غضون ذلك، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن وفداً ضمّ خمسة نواب اشتراكيين في البرلمان الأوروبي زار مبنى البرلمان الإيراني وحضر اجتماع المجلس امس. على صعيد آخر، قدّم الرئيس الإيراني حسن روحاني للبرلمان أسماء ثلاثة مرشحين لثلاث حقائب وزارية شاغرة في حكومته، بعد رفض المجلس الأسماء الثلاثة الأولى. والمرشحون هم رضا فرجي دانا لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا، وعلي أصغر فاني لوزارة التربية والتعليم، ورضا صالحي أميري لوزارة الرياضة والشباب، وسيصوّت البرلمان على الثقة بهم الأحد المقبل. إيران - روسيا من جهة أخرى، التقى قائد سلاح الجوّ في الجيش الإيراني الجنرال حسن شاه صفي نظيره الروسي الجنرال فيكتور بونداريف، وناقشا كما أوردت وسائل إعلام إيرانية «المجال الصاروخي والتعاون الدفاعي» بين البلدين. وأضافت أن طهران أبلغت بونداريف رغبتها في التعاون في تدريب طيارين، من خلال إرسال طلاب إيرانيين إلى روسيا واستقبال طلاب روس في إيران. والتقى بونداريف أيضاً الجنرال فرزاد إسماعيلي، قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي في الجيش الإيراني.