افتتح في العاصمة الفرنسية باريس معرض «عمان والبحر» الذي يستضيفه المتحف البحري حتى كانون الثاني (يناير) المقبل، وسط اهتمام رسمي كبير من حكومتي السلطنة وباريس. وافتتحه ممثلاً السلطان قابوس الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بدر بن سعود البوسعيدي في حضور وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان ممثلاً الرئيس الفرنسي. وفي كلمة على الإصدار الخاص بالمعرض أكد السلطان قابوس أن إبراز قيم التسامح والتواصل الحضاري والحوار والاحترام والتعاون الإيجابي التي تقوم عليها العلاقات العمانية الخارجية على مر العصور، هي الهدف الأبرز في تنظيم معرض «عمان والبحر»، مشيراً إلى أن أحد أهداف المعرض إبراز علاقات الصداقة التاريخية بين عمانوفرنسا وما بلغته من تطوّر على كل الأصعدة منذ قيامها في عام 1660، وتأكيد أهمية المساهمة في الحفاظ على الإرث الإنساني وتنوعه ونشر المعرفة وتعميق التلاقي والتفاهم بين الحضارات، معرباً عن أمله بأن يساعد هذا المعرض في نشر المعرفة وتعميق التلاقي والتفاهم بين الحضارات. كما أكدت كلمة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أصالة عُمان وموقعها الفريد على مفترق الطرق البحرية وما يمنحه هذا الموقع الاستراتيجي المهم من مزايا منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، ما جعلها مهد طرق البخور والذهب الأسود، وهي تفخر اليوم بتقاليد التواصل العميقة الجذور التي ميزته عبر الحقب، الأمر الذي يجد صداه في فرنسا. وأوضح هولاند أن معرض «عمان والبحر» يسلط الضوء على جذور التواصل الأولى بين الشرق والغرب عبر خمسة آلاف سنة، ويحمل في طياته تكريماً وإجلالاً لأجيال من البحارة الذين جلبوا التوابل والبخور وساهموا بقصص رحلاتهم وملاحمهم في المعرفة العميقة للآخر، مشيراً إلى دور المعرض في تمكين الزائر من اكتشاف كنوز التراث البحري للسلطنة ويسمح بتوضيح أن الحضارات تنمو وتتقدم وتتلاقى. وانطلقت حفلة افتتاح المعرض برسو السفينة العمانية «البدن» على ضفاف البحيرة الواقعة بالقرب من المتحف البحري الفرنسي في ساحة تروكاديرو، وعبر الصورة والصوت قدم فيلم وثائقي الزيارة التاريخية التي قام بها الأدميرال فرنسوا إدمون باريس في عام 1838، من خلال حفيده جان بيير مادامي الذي زار السلطنة أخيراً وتعرف إلى موروثها البحري المتنوع. وتضمن المعرض مجموعة أجنحة. في الأول قدمت غرفة نموذجية مصغرة للمجلس العماني تخصص في المنازل للضيوف تلتها صور للأميرال باريس، ونماذج من الأزياء العمانية التقليدية، وأخرى من نمط الحياة الاجتماعية والثقافية في السلطنة. وعرض جناح «الخرائط والرسوم التوضيحية» جوانب تفصيلية للعلاقات بين عمانوفرنسا عبر رسوم بيانية وخرائط أصلية عن طرق التجارة القديمة والحديثة من وإلى عمان عبر المحيط الهندي، عبر شريط زمني يوضح أهمية السواحل الممتدة للسلطنة وتنوعها. أما جناح «الملاحون الأوائل» فعرض في مدخله حجر مرساة قديماً ونموذجاً من قارب «مجان» وبعض الاكتشافات الأثرية التي تقدم أدلة عن البحارة العمانيين وعلاقتهم القديمة بالبحر مع صور توضح مهناً أخرى عرفها العماني عبر علاقته بالبحر كتجارة اللبان وصيد السمك واستخراج النحاس. الوزيران البوسعيدي ولودريان لدى افتتاحهما المعرض