التقى موفد الأممالمتحدة الخاص لسورية الأخضر الإبراهيمي السبت وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في القاهرة، أول محطة من جولة اقليمية ترمي الى الإعداد لمؤتمر دولي للسلام حول سورية. وصباح الأحد، سيلتقي الابراهيمي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وصرح الابراهيمي إثر اللقاء مع فهمي للصحافيين بأن «المحادثات تناولت الازمة في سورية وهي ازمة قاتلة يتخبط فيها الشعب السوري الشقيق منذ عامين ونصف» عام. وأضاف ان «هناك الآن جهداً حثيثاً من قبل جهات مختلفة على المستوى الدولي والاقليمي لعقد مؤتمر جنيف 2 ووضع الأخوة السوريين على طريق الحل السياسي الذي يعد وحده القادر على أن ينهي هذه الازمة بما يحقق طموحات الشعب السوري في الحرية والاستقلال ووحدة الشعب والتراب السوري وبناء كما يسمّيه البعض وأنا منهم: الجمهورية السورية الجديدة» . وتابع الابراهيمي: «أملنا أن يعقد هذا المؤتمر... وسيكون لمصر فيه دورها الطبيعي كدولة رائدة فى المنطقة، فهي دولة تؤثر على ما يجري في الوطن العربي كله وبخاصة في ما يتعلق بما يعانيه الشعب السوري». من جهته، قال فهمي عقب المحادثات إن «الحديث مع الابراهيمي دار حول الوضع في سورية وما يتم حالياً من جهد للإعداد لمؤتمر جنيف 2 ... وقد أكدت من جانبي في هذا الاطار تأييد مصر الكامل للحل السياسي للمشكلة السورية والحل الذي يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري في حياة حرة ديموقراطية وكريمة للجميع ويحافظ على وحدة سورية كدولة وعلى صون اراضيها». وسيتوجه الابراهيمي بعد ذلك الى دمشق وطهران، بحسب الناطقة باسمه خولة مطر، لبحث النزاع الذي اوقع اكثر من 100 الف قتيل منذ آذار (مارس) 2011. وفي حين لا يسجل أي من الطرفين المتحاربين تقدماً كبيراً حاسماً في الميدان، يبذل المجتمع الدولي وفي مقدمه الاميركيون والروس جهوداً لجمع النظام والمعارضة الى طاولة واحدة في محاولة لايجاد حل سياسي للازمة. ورداً على سؤال حول المواعيد الممكنة لعقد هذا المؤتمر الدولي للسلام المعروف باسم «جنيف-2»، تطرق نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل الى «23 - 24 تشرين الثاني (نوفمبر)». من جهته، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن النصف الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر). وقد ارجىء عقد هذا المؤتمر مراراً بسبب خلافات حول اهدافه والمشاركين فيه: فالنظام يرفض أي تنح للرئيس بشار الأسد في اطار عملية انتقالية، فيما ترفض المعارضة في الخارج بقاءه في السلطة. وفي واشنطن، قال ممثل الائتلاف الوطني السوري في الولاياتالمتحدة، الجمعة، إن الائتلاف السوري المعارض لم يحسم موقفه بعد من حضور مؤتمر «جنيف-2». واعترف ممثل الائتلاف نجيب الغضبان بأن كتلة رئيسية في الائتلاف قررت عدم المشاركة، لكنه قال إن أعضاء آخرين قد يقررون الذهاب على افتراض أن الرئيس بشار الأسد لن يذهب. وقال الغضبان في تصريحات في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنز في واشنطن: «لم نتخذ قراراً بعد في الائتلاف بخصوص ما إذا كنا سنذهب لكننا اتفقنا على محددات معينة لما هو مقبول وما هو غير مقبول». ونُقل عن جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري - أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب - قوله أخيراً لوكالة الأنباء الفرنسية إن المجلس لن يشارك في المحادثات قائلاً إنه لا يتوقع أنها ستقدم أي شيء للسوريين. لكن الغضبان قال إن الغرض من المؤتمر هو الانتقال إلى ديموقراطية في سورية وإن كثيراً من أعضاء المعارضة يعتقدون إنه قد يكون فرصة إذا وضع في الإطار الصحيح. وقال: «إذا توافرت شروط نجاحه سنذهب... نريد إنهاء الصراع». وأضاف الغضبان إن لا علم لديه بشأن تحديد موعد للمؤتمر.