عوداً حميداً، ربما يكون ذلك أنسب ما يقال عن الدوري الإيطالي الذي تعود عجلته للدوران بعد التوقف ل«أيام فيفا» بمواجهة ساخنة جداً تجمع المتصدر روما بوصيفه نابولي في افتتاح الجولة الثامنة من «الكالتشيو»، وسيحتضن ملعب «الأولمبيكو» في العاصمة الإيطالية المواجهة الملتهبة. أما في تفاصيل اللقاء، فيحكى أن فريقاً جائعاً يبحث عن إنجازه «المفقود» منذ أعوام طوال. بدا جدياً في مقابلاته، قوياً لا يرحم، يسجل ويحصد النقاط، ويفوز في المباراة تلو الأخرى، روما الذي يسير بخطى ثابتة بفضل براعة قائده «المخضرم» فرانشيسكو توتي، ومجموعته الشابة التي تجمع الطموح والمهارة، يأتي في مقدمهم الإيطالي دي روسي، والسويدي ستروتمان، والصربي ليايتش، إضافة إلى العاجي جيرفينهو. «الذئاب» يقدمون أداء مذهلاً في الجولات السبع الماضية، باقتناصهم 21 نقطة من 7 مواجهات، ما يعني أن توتي ورفاقه حصلوا على العلامة الكاملة من دون نقصان، كما أن «الفريق العاصمي» حقق فوزاً يليق بما يقدمه عندما هزم انترميلان في عقر داره بثلاثة أهداف نظيفة في آخر لقاءاته، وعطفاً على ما يقدمه أبناء روما، فقد أنصفتهم الأرقام، إذ يملكون أشرس خط هجوم ب20 هدفاً بمعدل ثلاثة أهداف في كل مباراة، أما دفاعياً فحدث ولا حرج، إذ لم ينجح الخصوم في هز شباك دي سانتيس إلا في مناسبة واحدة، يأتي هذا التحسن الكبير بعد أن كان دفاع روما متواضعاً في الموسم الماضي، إلا أن ترميمات بسيطة أجدت نفعاً خصوصاً بالتعاقد مع مدافع أودينيزي المغربي المهدي بنعطية. وسيمنح الفوز «الذئاب» فرصة الابتعاد عن الملاحق الأول له نابولي وخصمه في المباراة، منتظراً أي تعثر ليوفنتوس الذي يترقب هو الآخر أول سقوط لروما حتى يتسنى له الصعود للصدارة. على الجانب الآخر، فإن نابولي لن يكون لقمة سائغة في أيدي «ذئاب العاصمة» إذ يقدم موسماً رائعاً وصولاً إلى الجولة السابعة، إذ جمع 19 نقطة بسبب تعثره في مناسبة واحدة، والغريب أن ذلك التعثر صُنع على يد فريق ساسولو الوافد الجديد من «سيريا بي»، الأوراق التي يراهن عليها الإسباني رافائيل بينيتيز لا حصر لها، إذ يعتمد في رسمه التكتيكي دوماً على اللعب الجماعي، ويبرز في تشكيلة «الفريق الأزرق» السلوفاكي هامسيك، والأرجنتيني غونزالو هيغوايين، والمنتدب صيفاً من بلجيكا ميرتينز، إضافة إلى السويسري إينلر، والإسباني كاليخون. اللمسة السريعة صفة تمتاز بها عناصر نابولي، وعلى رغم خروج الأرورغوياني إدينسون كافاني منتقلاً إلى باريس سان جرمان الفرنسي، إلا أن الأرجنتيني هيغوايين نجح نسبياً حتى الآن في تعويض هداف الفريق في الموسمين الماضيين. رئيس نابولي دي لوريانتيس عمل جاهداً حتى يصنع فريقاً فولاذياً من شأنه إعادة مجد مضى، إذ لم يفرط في نجوم الفريق عدا كافاني الذي كان يرغب في ذلك، علاوة على العرض المغري من «أثرياء باريس». النقطة التي تميز نابولي عن نده روما أنه أحد أضلاع دوري أبطال أوروبا في هذا الموسم، وهو ما قد يشكل عبئاً عليه، في الوقت الذي يكون ورقة رابحة يلوح بها فريق العاصمة، إذ يتفرغ فقط لأجل ترجمة حلمه في معانقة «الأسكوديتو» بعد غياب طويل.